الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً }

{ ومن يقنت } يدم على الطاعة او يزد منها وقيل يطع. وقال قتادة والشعبي يطع ويخضع بالعبودية وروى عكرمة القول الثاني عن ابن عباس { منكن لله ورسوله } وانما عدى يقنت المفسر بيطع لتضمن الطاعة الخضوع. { وتعمل صالحا } اعاده مع دخوله فيما قبله لان ما قبله يشمل عمل الصالح لله كصلاة وصوم وعمل الصالح لرسوله كحسن خلقهن ورضاهن بما يسر الله له وقد يراد بالقنوت القنوت لرسوله اي طاعته وانما ذكر الله تعظيما وايماء الى ان ما كان طاعة له فهو من طاعة الله سبحانه. { نؤتها أجرها مرتين } مرة على الطاعة ومرة على طلبهن رضى النبي صلى الله عليه وسلم بالقناعة وحسن المعاشرة فالحسنة بعشرين فذلك ايضا مثل اجري عليهن فهن اشرف نساء العالمين وتضعيف ثوابهن لرفع منزلتهن وذلك ايضا سبب مضاعفة العذاب كما مر. سأل رجل الحسن كيف يضاعف لها العذاب ضعفين. فقال حيث يؤتيها اجرها مرتين اي في الآخرة. وقرأ حمزة والكسائي { فيعمل } بالتحتية مراعاة للفظ { من } كما قرأ بها في { يقنت } وقرا الباقون تعمل بالفوقية نظرا لمعنى من وقرأ { تقنت } بالفوقية وقرأ حمزة والكسائي بالتحتية اي الله. { واعتدنا لها رزقا كريما } حسنا وقيل الجنة وقيل الرزق فيها وذلك زيادة على أجرها.