الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يٰأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُواْ وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً }

{ وإذ قالت طائفة منهم } من المنافقين او الضمير لهم وللذين في قلوبهم مرض ولو كان القائلون من المنافقين والطائفة اوس بن قبطي ومن معه وقال السدي عبد الله بن أبيّ واصحابه. { يا أهل يثرب } ارض المدينة ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل المضارع وباعتبار معنى الأرض او المدينة او البقعة يكون فيه التأنيث ايضا وقيل يثرب اسم للارض التي هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنبها سميت باسم رجل من العمالقة نزل في قديم الزمان و " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تسمى يثرب وقال " هي طابة " وذلك لما يدل عليه اللفظ من الفساد او التقريع والتوبيخ. وقالت العلماء من قال يثرب فكفارته ان يقول عشر مرات طابة او طيبة وانما ذكره الله يثرب حكاية لقول الطائفة. { لا مقام } مصدر ميمي او اسم مكان من قام الثلاثي أي لا قرار أو لا مكان قرار وقرأ حفص بضم الميم الاولى فهو مصدر او مكان أقام الرباعي. { لكم } هنا. { فارجعوا } الى منازلكم أو الى الشرك او لا مقام لكم بيثرب الا بالرجوع للكفر اقوال. { ويستأذن فريق منهم النبي } في الرجوع والفريق المستأذن اوس المذكور ومن معه ابن أبيّ ومن معه وقيل بنوا حارثة وبنوا سلمة. { يقولون إن بيوتنا عورة } غير حصينة بل منكشفة يتمكن منها العدو والسارق، يقال عور المكان اذا بدا فيه خلل يخاف منه العدو والسارق، ويقال ايضا ذا عورة بكسر الواو بذلك المعنى الذي هو الاختلال وبه قرأ بعضهم ويجوز ان يكون السكون مخففا من هذا استأذنوا في الذهاب اليها على ان يرجعوا اليه بعد ان يحصنوها أو على ان يقوموا بها لحفظها وفسّر الكلبي عورة بخالية والحسن بضائعة. { وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا } من القتال تكذيبا لهم بأنها حصينة لا عورة، وانما ارادوا الفرار، أو بأنها ولو كانت عورة انما ارادوا الفرار لا حفظها وإزالة انكشافها.