الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ } التوراة. { فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ } شك. { مِّن لِقَآئِهِ } أي من لقاء موسى أي ستلقاه لا محالة وقد رآه ليلة الاسرى والاسراء وقع ببدنه على التحقيق عندي ولا بأس به غير انما يقولونه من انه رأى الله سبحانه بهتان وافك مبين وقيل في المنام وأظنه مشهور المذهب وقد رآه فيها ووصفه انه رجل طويل آدم جعد كأنه رجل من شنوة ورأى عيسى مربوعا الى البياض والحمرة ورأى خازن النار وهذا المذكور ورجوع الضمير لموسى عليه السلام قول الكلبي وقتادة وذكر أنه رآه في السماء السادسة. وعن انس انه رآه قائما يصلي في قبره عند الكثيف الاحمر فقد رآه في الارض ورآه في السماء في ليلة واحدة وهي ليلة الاسراء رآه في قبره في طريقه الى بيت المقدس وسبقه موسى في السماء ووجه صلاته في قبره مع انه ميت وانه لا عمل في الآخرة انه يجوز ان يتفضل على الشهداء والأنبياء بزيادة العمل في الآخرة زيادة في الثواب او انه مثل حاله في حياته من الصلاة كما روي انهم يحجون تحقيقا او مثلت للنبي صلى الله عليه وسلم حالة حجهم او صلاته ذكر وشكر لا زيادة عمل ولا تكليف كما انهم في الجنة يسبحون ويقولون الحمد لله ويقرءون طه ويس وزعم بعضهم ان عبادتهم في الآخرة اكثر لأنهم صاروا كالملائكة واضافة اللقاء للهاء اضافة مصدر لمفعول وفاعل اللقاء النبي صلى الله عليه وسلم وقيل الضمير لموسى وان الاضافة اضافة مصدر لفاعله وحذف المفعول اي من لقاء موسى الكتاب او تلقيه بالرضى والقبول او الضمير للكتاب اضافة مصدر لمفعول والفاعل موسى، وقيل الهاء للكتاب على طريق الاستخدام فالكتاب المذكور والتوراة وضمير القرآن اي ليس ايتاء الكتاب اياك بدعا فقد آتينا الكتاب موسى قبلك فلا تشك في كتابك او الهاء لكتاب موسى على تقدير مضاف اي من لقاء مثل ذلك الكتاب. { وَجَعَلْنَاهُ } اي موسى او الكتاب. { هُدىً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ } من بني اسرائيل. { أَئِمَّةً } بتحقيق الهمزتين والدال الثانية ياء وتسهيلها والأئمة حملة الكتاب وقيل الانبياء وقيل اتباع الانبياء. { يَهْدُونَ } الناس الى ما فيه من الحكم والاحكام. { بِأَمْرِنَا } إياهم به او بتوفيقنا له وقيل بطاعتنا. { لَمَّا صَبَرُوا } على دينهم وعلى بلاء العدو وغيرهم وعن المعاصي وقرأ حمزة والكسائي ورويس لما بكسر اللام وتخفيف الميم فتكون اللام جارة وما مصدرية. { وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } انها منا لأمعانهم النظر.