الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ }

{ إِنَّ اللهَ عِندَهُ } لا عند غيره. { عِلْمُ السَّاعَةِ } علم وقت قيامها في اي سنة واي شهر واي يوم قيل وفي يوم او ليل. { وَيُنَزِّلُ } هو لا غيره. { الغَيْثَ } وقرأ غير نافع وابن عامر وعاصم بالتخفيف من الانزال وكذا في الشورى وكنا بكونه المنزل الغيث عن كونه لا يعلم سواه اين ينزل ولا متى ينزل. { وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ } هو لا غيره أذكر ام انثى وابيض او اسود مثلا أتام ام ناقص وغير ذلك من الأحوال. { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } الجملة صلة ذا وذا متبدأ خبره ما او بالعكس والجملة الاسمية مفعول تدري معلق عنها تدري او ماذا مفعول تكسب وجملة تكسب مفعول كذلك لا يعلم احد ما يفعله غدا من خير او شر وما كيفية فعله وما هو أقليل ام كثير الى غير ذلك من احواله ربما عزم على فعل ولم يفعل او على فعل خير فعمل شرا وبالعكس. { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ } اي في اي متعلق بتموت وجملة تموت مفعول تدري معلق عنها تدري وقرىء بأية كما قال بعض العرب في كل كلتهن قاله سيبويه. { أَرْضٍ تَمُوتُ } يخرج روحها وقيل المعنى تدفن والله يعلم ذلك كله كما قال جل وعلا. { إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ } بهذه الاشياء وغيرها. { خَبِيرٌ } بها يعلم بواطنها كما يعلم ظواهرها وقيل عليم بخلقه خبير بأعمالهم وانما جعل لنفسه والدراية للعبد لان فيها معنى الحيلة فالانسان يجتهد في الحيلة غاية الاجتهاد ولا يعرف ما هو اليق به من كسبه وعاقبته فكيف يغيره. وعن ابن عباس رضي الله عنهما هذه الخمسة لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مصطفى فمن ادعى انه يعلم شيئا من هذه فقد كفر بالقرآن لانه خالفه وكذا قال ابن عمر لكن لم يذكر اشراك من ادعا علم شيء منها وهو قائل بإشراكه لكن لم يصرح به وفي رواية عنه مفاتيح الغيب خمسةأن الله عنده } الخ السورة وكم نفس تقول لا ابرح حتى اموت في هذه الأرض وترامت به الاقدار ومات في غيرها مما لم يخطر ببالها الموت فيه كما روي ان ملك الموت مر على سليمان فجعل ينظر الى رجل من جلسائه يديم النظر اليه فقال الرجل من هذا؟ قال ملك الموت فقال كأنه يريدني وسأل سليمان ان يحمله على الريح الى الهند ففعل وقال ملك الموت أدمت اليه النظر تعجبا منه لأني أمرت بقبضه في الهند وهو عندك. وعن ابن عباس اياكم والكهانة فان الكهانة تدعو الى الشرك والشرك واهله في النار. وعن المنصور انه اهمه معرفة مدة عمره فرأى في منامه كأن خيالا اخرج يده من البحر واشار اليه بالاصابع الخمس فتأولها بعض العلماء له بخمس سنين وبعض بخمسة اشهر وبعض بغير ذلك وتأولها ابو حنيفة وهو اصوب هؤلاء بأن مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله وانما طلبت معرفته لا سبيل لك اليه اللهم ببركة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبركة السورة أخز النصارى وأهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.