الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ }

{ لِيَجْزِي الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } متعلق بيتصدعون او بيمهدون. { مِن فَضْلِهِ } اي ليجزيهم بأشياء عظيمة من فضله ومن بمعنى الباء وعلى الاول فالحذف للتفخيم وذلك بعد جزاء العمل لان الفضل تبع للجزاء لا يكون الا اذا كان ما هو لا بد منه وهو قول ابن عباس ذكروا ان الله يقول للمؤمنين يوم القيامة ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم ويجوز ان يكون الفضل العطاء لان الفضول والفواضل هي الاعطية عند العرب كما تطلق عن الزيادة كذا قيل والاولى ان المراد الجزاء بأعمالهم وان قوله { مِن فَضْلِهِ } دليل على ان الجزاء بفضل محض فان المطيع لو حوسب لم تف طاعته بأقل قليل من الشكر على اعانته عليها وعلى سائر النعم ولم يقل ليجزيهم ليدل بالصلة ان سبب الافلاح والجزاء الايمان وعمل الصالحات لا غير ذلك. { إِنَّهُ لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ } بل يبغضهم ويعاقبهم ولا محبة الا للمؤمنين وفي ذكر انه لا يحب الكافرين تعريض بأنه يحب المؤمنين وتعريض بأنه يعاقبهم ففيه التعرض لجزاء الكفار تلويحا لا تصريحا وانما صرح بجزاء المؤمنين لا نه المقصود بالذات.