الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ }

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ } أي بإرادته من غير عمد ولا حاجة الى آلة بل قامتا بمجرد إرادته قيامهما فلا قدرة أبلغ من هذه، وقيل المراد دوام قيامهما بأمره وهذه الآيات والعبر انما يعظم موقعها في قلوب العارفين والمعرفة بحر لا ساحل له وكلجا كثرت المعرفة بالله وصفاته وأفعاله وأسرار مملكته كثر النعيم في الآخرة وعظم كما انه كلما كثر البذر وحسن كثر الزرع وحسن وسعة ملك العبد في الجنة بحسب سعة معرفته في الله. { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعَوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } العطف على قيام السماء والأرض على تأويل تخرجون بمفرد كما أول بعضهم يريكم بالمصدر بلا تقدير حرف المصدر اي ومن آياته قيام السماء والأرض بأمره ثم خروجكم من القبور فجاءه عقب دعوة واحدة أيها الموتى اخرجوا والداعي إسرافيل عليه السلام يدعوا الموتى من الأرض لا من السماء قيل يدعوهم من صخرة بيت المقدس ومر الكلام في ذلك، فمن للإبتداء متعلقة بدعى وإذا الأولى شرطية والثانية فجاء به ومتعلقة تخرجون محذوف أي من القبور واسد الدعاء إلى الله بأن الداعي ولو كان إسرافيل لكن بأمر الله او المراد سرته وجود ذلك من غير توقف ولا ثبت كما يجيب المدعو داعية المطاع وكان العطف ثم لتراخي زمان الخروج من القبور او لعظمة ويجوز عطف الجملة على مجموع قوله ومن آياته ان تقوم السماء والأرض بأمره هذا ما بان لي في الآية وأجاز بعضهم كون ثم للإستئناف وأما تعليق بعضهم من الأرض يتخرجون فيرده إن إذا الفجاءية لها الصدر ولا سيما انها هنا رابطة لجواب الشرط كالفاء وأجاز عياض نعلته بدعوة قلت إلا جعل في العمل الفعل فاذا وجد بلا مانع ولا مضعف فليك هو العامل كما قال جار الله اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، وقرأ حمزة والكسائي بفتح تاء تخرجون وضم راءه وفسر بعضهم الأرض بالقبور وعلقها بدعاء وقدر ضميرها لتخرجون على حد قولك دعوت زيدا من الجبل اذا كان زيد في الجبل كأنك قلت جلبته من الجبل بدعائي. لتخرجون على حد قولك دعوت زيدا من الجبل اذا كان زيد في الجبل كأنك قلت جلبته من الجبل بدعائي.