الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ إِنَّ هَـذَا } أى ما ذكر من أمر عيسى وأمه. { لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ } أى لهو المقصوص الحق، وتعريف المسند إليه والمسند، يفيد الحصر، أى أن هذا المقصوص عليك، هو المقصوص الثابت، الذى لا شك فيه، لا ما قال وفد نجران وغيرهم، فإنه باطل، ويجوز إبقاء القصص على مصدريته، فتكون الإشارة أيضاً إلى المعنى المصدرى، أى أن هذا الإخبار ونحو ذلك، ومذهب الخليل إنما يقال له ضمير فصل، هو ضمير لا محل له من الإعراب، وعليه فالخبر القصص، وقيل له المحل فهو هنا مبتدأ، وذلك لغتان فى الحقيقة، وافق الخليل أحدهما كذا قيل تم أقول لا دليل على أن ذلك لغة فى قراءة من قرأ { ولكن كانوا هم الظالمين } لجواز أنه فى قراءة النصب توكيد للواو لا ضمير فصل مجرد عن الإعراب، وكذا فى قراءة أنا أقل منك بالنصب. { وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللَّهُ } فليس عيسى إلهاً، ولا مريم ولا غيرهما. أكد الله جل جلاله ذلك بالحصر، وبمن المؤكد، وإله مبتدأ خبره { الله }. { وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } هو وحده الغالب لكل شىء فى كل ما أراد، الذى حكمتهُ عمت فى كل شىء، فكيف يشاركه غيره فى الألوهية، أو يختص بها غيره سبحانه وتعالى فهو { حكيم } فى تدبير أمر عيسى، منتقم مما خالف حكم الله فيه، لا راد له.