الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

{ وَرَسُولاً إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } الواو عاطفة لقول محذوف على قوله بعلم و { رسولا } مفعولا لأرسلت محذوفاً، مفعول للقول، أى ويقول أرسلت رسولا إلى بنى إسرائيل بأنى قد جئتكم هو عيسى، أو { رسولا } معطوف بالواو على الحال، مضمن معنى ناطق، أى وناطقاً بـ { أنّى قدْ... } إلخ. أو مفعول لمعطوف على يعلم، أى ويجعله رسولا إلى بنى إسرائيل، وقرأ اليزيدى ورسول بالرفع عطفاً على كله { أنى.. } إلخ مقدر بباء متعلقة برسول، على الوجهين، أو بأرسلت المقدر على الأول منهما، أو تعلق بمحذوف نعت لـ { رسولا } أى ورسولا إلى بنى إسرائيل ناطقاً بأنى قد جئتكم، وخص بنى إسرائيل لخصوص بعثته إليهم، أو للرد على من زعم من اليهود أنه مبعوث إلى قوم غيرهم لا إليهم، وزعم بعض اليهود أنه مبعوث إلى قوم مخصوصين من بنى إسرائيل، والحق أنه مبعوث إلى بنى إسرائيل كلهم لا إلى غيرهم، وكان أول أنبياء بنى إسرائيل يوسف بن يعقوب، وآخرهم عيسى على نبينا وعليهم السلام، والآية العلامة على إرساله إلى بنى إسرائيل وقد جاء بآيات، ولكن أفردَ لفظة آية، لأن مدلولهن واحد، وهو كونهُ رسولا فكأنهُ شىء واحد. { أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ } جواب سؤال محقق أو مقدر، كأنهم قالوا ما هذه الآية؟ فقال أنى أخلق لكم الآية، أو يقدر أقول أنى أخلق لكم، أو يقدر قال أنى أخلق لكم، أو هو مستأنف وقرأ غير نافع، بفتح همزة { أنى } على الإبدال من أنى قد جئتكم، أو من آية بدل كل من أراد بالآية ما ذكر هنا، أو بدل بعض أن أراد الجنس أو خبر لمحذوف أى هى أنى أخلق لكم، والخلق تقدير الشىء وتصويره، والله سبحانه يوجد الشىء من العدم إلى الوجود كيف شاء، وعيسى عليه السلام، يعمل من الطين مثل هيئة الطير، كما نعمل من الطين لبنة، والطين مخلوق لله، ومحييهِ الله وحده، وجعل ذلك على يد عيسى، وليس لعيسى فيه سوى علاجه على صورة الطير، وسوى النفخ فيه، وهذان الفعلان أيضاً فعلان له، ومخلوقان لله تعالى، قال اللهُ تبارك الله أحْسَنُ الخالقين، أى أحسن المقدرين، واللام للتعليل، أى خلق لأجلكم أى لتحصيل إيمانكم ودفع كفركم، و { من } للابتداء، والكاف اسم، وهو مفعول به لأخلق، وهيئة مضاف إليه، ولك أن تقول حرف جر والمفعول محذوف، أى شيئاً ثابتاً كهيئة الطير، والهيئة اسم الحال الشىء، أو مصدر بمعنى مفعول، أى مهيأ، والفعل هاء يهىء، أى استقر على حال ما. { فَأَنْفُخُ فِيهِ } أى أنفخُ بفمى فى مثل الهيئة، فالهاء عائدة إلى الكاف أو للشىء الذى قدرت آنفا.

السابقالتالي
2 3 4