الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ }

{ لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ } وهم اليهود قالوا لما سمعوا قول الله جل وعلامن ذا الذى يقرض الله قرضاً حسناً } وذلك استهزاء منهم لعنهم الله - برسول الله صلى الله علية وسلم، كيف يطلب الله القرض؟ وإنما يستقرض المحتاج، وتكذيب له علموا وجهلوا أن الاستقراض، الأمر بالطاعة ليثيبهم عليها، وروى أن أبا بكر رضى الله عنهُ مرَّ ذات يوم بمرس اليهود، فوجد فيه ناساً كثيراً من اليهود، وفيهم فنحاص بن عازوراء من علمائهم قد اجتمعوا عليه، فقال أبو بكر رضى الله عنه يا فنحاص اتق الله واسلم، والله لتعلم أن محمداً رسول الله صلى الله علية وسلم قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوباً عندكم فى التوراة، فآمن وصدق واقرض الله قرضاً حسناً يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب. فقال فنحاص يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرض من أموالنا على أن يعطينا قرضه مع الفضل والربا، وما يستقرض إلا الفقير من الغنى، ولو كان غنيا لما استقرض منا، ولما أعطانا الربا. فغضب أبو بكر رضى الله عنه، فضرب وجهه ضربة شديدة، فنزلت الآية تصديقاً لأبى بكر رضى الله عنه. زعموا لو كان محمداً رسولا لم يصف الله بالاستقراض المخصوص بالمحتاج المفتقر إليه، وكذا وقع مشركوا قريش فى هذه الشبهة، وروى أنه صلى الله علية وسلم كتب مع أبى بكر رضى الله عنه إلى يهود بنى قينقاع يدعوهم إلى الإسلام، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن يفرضوا الله قرضاً حسناً، فقال فنحاص بن عازوراء إن الله فقير حتى يسأل القرض؟ فلطمهُ أبو بكر رضى الله عنه على وجهه، وقال لولا ما بيننا من العهد لضربت عنقك، فشكاه فنحاص فى ضربه إلى رسول الله صلى الله علية وسلم، وجحد أن يكون قد قال إن الله فقير، فنزلت الآية تصديقاً لأبى بكر رضى الله عنه، وتكذيباً لليهودى، والآية وعيد له إذ نسب للكفر، قال عكرمة نزلت فى أبى بكر وفنحاص، وذلك " أنه صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إليه يستمده، وكتب إليه كتاباً فتوشح سيفه، فحمل الكتاب وبلغه، وقد قال صلى الله علية وسلم " لا تفاتن على بشىء حتى ترجع " ولما قرأ فنحاص الكتاب قال قد احتاج ربك حتى نمده؟ فهم أبو بكر أن يضربه بالسيف فتذكر قوله صلى الله علية وسلم " لا تفاتن.. " إلخ وأسند القول لجماعة اليهود، ولو كان القائل فنحاصاً، لأنه حبرهم وأنهم مصوبون له وراضون عنه، وقد قيل كان معهم حبر آخر يسمى سبيعاً حتى دخل أبو بكر وقال ما قال، وكانت اليهود مجتمعين على فنحاص وسبيع حينئذ وكون القائل، إن الله فقير، هو فنحاص هو قول عكرمة والسدى ومقاتل وابن اسحاق، وقال الحسن قائل ذلك حيى بن أخطب.

السابقالتالي
2