الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَ ٱللَّهِ كَمَن بَآءَ بِسَخَطٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ } بأن أطاعه، الهمزة للإنكار والمعطوف عليه محذوف، أى أهم عمون، فمن اتبع رضوان الله عندهم. { كَمَنْ بَآءَ بِسَخْطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } ويقدر المضاف أى أفمن اتبع سبب رضوان الله وسبب رضوانه دينه، ورضوانه أنعامه، أو علمه بسعادة الإنسان، أى اتبع سبب ما علمه من السعادة، وهو الوفاء بدينه، وضد الرضوان السخط، وباء بمعنى رجع، أى كمن رجع إلى الله بالموت، حال كونه مقروناً بسخطه، أو كمن أعرض عن رضوان الله، بسبب بمعاصيه المقدرة من الله، فالسخط فى هذا الوجه، بمعنى المعاصى، لأنها سبب السخط ضد الرضوان، ومرجعه جهنم وبئس المصير، هى الرجوع أصله أن يكون إلى الحالة الأولى كالرجوع إلى الشرك فى الآية، والمصير أصله أن يكون غير الحالة الأولى كجهنم، كذا قيل، ولعل المصير التحول إلى الحالة الأولى أو غيرها، والمصير فى الآية اسم مكان وقيل نزلت الآية فى من تبع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم أحد، فهو قد اتبع رضوان الله، ومن تخلف عنه فى المدينة، وهم جماعة من المنافقين فهم من غل الذين باءوا بسخط من الله، ومأواهم جهنم، ولم يغل كمن باء بسخط منه، بل أعاد الظاهر تفخيماً للأمر.