الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }

{ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } طرق فى الإمهال، بأن أمهل الكفار ثم بعد الإمهال، استأصلهم بالعقاب كقوم نوح وغيرهم، وقول لوط وثمود، فى عاقبة أمرهم ممن لا يرى لهم أثر ومن يرى له، كما قال الله تعالى { فَسِيرُواْ فِى الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } تروا أثر من استؤصلوا لكفرهم بعد إمهال، فلا تضجروا، أو تشكوا من وقعة أحد فيستأصل المشركون أى ذلك سنة الله، أن تكون الغلبة تارة للمؤمنين وتارة للكفرة، والعاقبة للمتقين، ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، أنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون، ولو كانت الغلبة كل مرة للمؤمنين لصار الإيمان كالأمر المضطر إليه، والحكمة غير ذلك. وقيل المراد سنة لله فى المؤمنين والكافرين، بأن كلا مصاب وصية من لدن آدم، ولكن للمؤمنين الثناء والثواب عند الله وللكافر اللعن فى الدنيا والآخرة، والعقاب فلا يكبرن عليكم ما نيل منكم يوم أحد، وقيل السنن الأمم. كما قال الشاعر
ما عاين الناس من فضل كفضلكم ولا رأوا مثله فى سالف السنن   
أى فى سالف الأمم، ويجوز أن يزيد فى سالف أهل السنن فحذف المضاف والأمران فى الآية للندب، إذ لا يجب السير والنظر فى ذلك، والواجب الإيمان واختار لفظ السير، لأنه ليس الخبر كالعيان، وقيل السنن فى الآية الشرائع ولا يناسبه التفريع عليه، بقوله تعالى { فَسِيرُواْ فِى الأَرْض }. وقال ابن زيد سنن أمثال والخطاب فى قوله تعالى { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ } الآية للمؤمنين قال النقاش الخطاب للكفار، وفيه قلق فيما قيل، ووجه قول النقاش إن الله عز وجل، أرشدهم إلى ما يكون سبباً لإذعانهم، والنظر عند الجمهور فى قوله تعالى { فانظروا } نظر العين، ويترتب عليه الكفر، وقال قوم نظره.