الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ }

{ بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِين } صبروا يوم بدر، فأمدهم الله بخمسة آلاف، ولم يصبروا يوم أحد، فلم يمدوا بشىء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمد بجبريل وميكائيل، كما مر لأنه صبر ولم ينهزم، فكانا يقاتلان معه أشد القتال، فهذا استثناء من قول ابن عباس لم تقاتل الملائكة فى معركة إلا يوم بدر، وفيما سوى ذلك فكانوا يشهدون القتال، ولا يقاتلون، إنما يكون عدداً ومددا. وقيل نزلت الملائكة أيضاً يوم أحد ولم تقاتل. " وروى أنه أعطى اللواء مصعب بن عمير، فقتل مصعب، فأخذه ملك فى صورته، فقال صلى الله عليه وسلم " تقدم يا مصعب " ، فقال الملك لست بمصعب، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ملك أمر به قال ابن أبى وقاص كنت أرمى السهم يومئذ فيرده على رجل أبيض حسن الوجه، وما كنت أعرفه فظننت أنه ملك، وقال الحسن هؤلاء الخمسة الآلاف ردع للمؤمنين إلى يوم القيامة. قال الشعبى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربى يريد إن يمد المشركين، فشق ذلك على المؤمنين، فأنزل الله تعالىأن يكفيكم أن يمدكم } إلى { مسومين } ، فبلغ كرز الهزيمة، فرجع ولم يمدهم، وكانوا يوم بدر أحوج إلى الإمداد لقلة العدد والعدة، وممن قال هذه الآيات فى أحد عكرمة والضحاك، ومقاتل. قال ابن اسحاق لما انجلى القوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقى سعد بن مالك يرمى، وفتى شاب يتنبل له كلما فنى النبل أتاه به ونثره بين يديه، وقال إرم أبا إسحاق، ارم أبا أبا، مرتين، فلما انجلت المعركة سئل عن ذلك الرجل، فلم يعرف، واحتج أصحاب هذا القول بأن المدد كان يوم بدر بألف كما فى سورة الأنفال، ويوم أحد بثلاثة آلاف وخمسة كما هنا، وأنه أنزل الله يوم بدر ألفاً ليوافق عدد الكفار ألفاً، أو ما يقرب منه، والمسلمون على الثلث، أو ما يقرب منه، فكان النصر لهم وعدد المسلمين يوم أحد ألفاً، وعدد الكفار ثلاثة آلاف فناسب أن يمدوا بثلاثة آلاف ليقابل عدد الكفار، وأجيب بأن الألف فى بدر كما فى الأنفال. ولما شق عليهم إمداد كرز أمدهم أيضاً بثلاثة آلاف، وبخمسة لتقوى قلوبهم وبأن الكفار فى بدر ألف فمدوا بألف، وفى أحد ثلاثة آلاف فمدوا بثلاثة آلاف، ولله أن يريد ما شاء فى أى وقت شاء، وقيل لم يصبروا ولم يتقوا إلا فى يوم الأحزاب، فأمدهم الله بجنود لم يروها، وقيل لم يصبروا ولم يتقوا إلا فى يوم الأحزاب، فأمدهم الله فى حصر قريظة والنضير بثلاثة آلاف فكان الفتح، ولو أمدوا يوم أحد لم ينهزموا، وعن قتادة أمد الله المؤمنين يوم بدر بخمسة آلاف، وعن عكرمة كان الوعد يوم بدر، فلم يصبروا يوم أحد ولا اتقوا، فلم يمدوا، ولو أمدوا لم يهزموا، قال الضحاك وابن زيد كان الوعد للمؤمنين يوم أحد ففروا، فلم يمدوا، وإنما مدوا بألف مردفين يوم بدر، وأكثر المفسرين على أن هذا الوعد ببدر لقلة العدد والعدة فيه، والنصوص.

السابقالتالي
2 3 4