الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ إنَّ الَّذِيِنَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِىَ عَنْهُم أموالُهم ولا أولادُهُمْ مِنَ الله شيئاً } أى شيئاً من العذاب فهو مفعول به، أو شيئاً من الإعناء، فهو مفعول مطلق، فقيل نزلت فى مشركى قريش، وكان أبو جهل كثير الافتخار بالمال والولد، وقيل فى أبى سفيان، وكان أنفق مالا كثيراً على المشركين يوم بدر، ويوم أحد فى عداوة النبى صلى الله عليه وسلم، وقيل عامة فى جميع الكفار، كانوا يتعززون بكثرة الأموال، وكانوا يعيّرون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالفقر، ويقولون لو كان محمد على الحق لما تركه ربه فى الفقر، والشدة، وأنفع الجمادِ المال، وأنفع الحيوان الولد فإذا لم ينتفع بهما فى الآخرة الكافر لم ينتفع بغيرهما بالأولى، وقيل عن ابن عباس رضى الله عنهما نزلت فى قريظة والنضير، لأن رؤساء اليهود مالوا إلى تحصيل الأموال فى معاداة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقصدوا بمعاداته تحصيل الرياسة والمال، والأولى التعميم فى الكفار، ولا دليل للتخصيص، وعلى التخصيص فغير المنزل فيهم فى حكم المنزل، وذلك نكتة تعميم باللفظ. { وَأُولئِكَ أصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أولئك ملازموا النار لا يفارقونها.