الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } اي جاهدوا المشركين في سبيلنا او في حقنا ولأجلنا ولنصرة ديننا او المراد جهادهم وجهاد المنافقين والنفس والهوى والشيطان فحذف المعمول للتعميم وقال السدي أن الآية نزلت قبل فرض القتال فهي في جهاد النفس والهوى والشيطان وفي دين الله وطلب مرضاته وهو الصحيح الموافق لما مر ان السورة مكية وقال الحسن بن علي هي في العباد وقال ابراهيم بن ادهم هي في الذين يعملون بما علموا وقال سهل بن عبدالله اقامة السنة وقيل المراد نصر الدين والرد على المبطلين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد النفس في طاعة الله وجهادها اكبر من جهاد العدو كما في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رجعتم من الجهاد الاصغر الى الجهاد الأكبر " { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } طرق جنتنا وهي الأعمال الموصلة اليها وطرق الوصول الى رضانا او لنزيدنهم هداية الى سبيل الخير وتوفيقا بسلوكها واصلاح النية في الاعمال وفيها قال سبحانه وتعالىوالذين اهتدوا زادهم هدى } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من عمل بما علم ورثه الله علم مالم يعلم " وقد قال الفضل بن عياض والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل وقيل الذين جاهدوا المشركين لنثنينهم على قتالهم وعن ابن عباس رضي الله عنهما الذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا وفي رواية عن ابي سليمان الدراني الذين جاهدوا فيما علموا لنهدينهم الى مالم يعلموا. قيل ان الذين نرى من جهلنا بمالا نعلم انما هو من تقصيرنا فيما نعلم وجملة لنهدينهم لا محل لها لأنها جواب القسم المحذوف وحملة القسم وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ. { وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ } بالنصر والعون في الدنيا والثواب في العقبى اللهم ببركة نبيك محمد صلى الله عليه سلم وبركة السورة اخزي النصارى وأهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.