الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ } يناله الموت وتجد مرارة الموت كما يجد الطاعم طعم المذوق. { ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } البعث للجزاء وقرأ أبو بكر بالتحتية وذلك تحقير لأمر الدنيا وتهوين لمخاوفها ومن كان لا بد له من الموت والبعث للجزاء فلا بد له من التزود والاستعداد بجهده وكيف يقيم بدار الشرك ويترك الهجرة خوفا من الموت وضيق العيش، وذكر هشام بن عبدالله الاندلسي القرطبي في تاريخه المسمى ـ ببهجة النفوس ـ أنه بينما المنصور جالس في منزله في اعلا قصره اذ جاءه سهم فسقط بين يديه فذعر ذعرا شديدا ثم أخذه فجعل يقلبه فاذا مكتوب عليه بين الريشتين
أتطمع في الحياة الى التنادي وتحسب ان ملكك من معادي لتسأل عن ذنوبك والخطايا وتسأل بعد ذاك عن العباد أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وساعدتك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر هي المقادير تجري في أعنتها فاصبر فليس لها صبر الى حالي وما يريك خسيس القدر ترفعه الى السماء ويوما تخفض العالي من يصحب الدهر لا يأمن تصرفه يوما وللدهر أحلاء وأمرار لكل شيء وان طالت سلامته اذا انتهى مده لا بد اقصار