الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }

{ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ } القرآن تقربا الى الله بتلاوته طلبا لحفظ الفاظه ولكشف معانيه فان القارىء المتأمل ينكشف له بالتكرار مالم ينكشف له بسماع واحد او تلاوة واحدة. { وَأَقِمِ الصَّلٰوةِ } امر الله بالعبادات الثلاثة القلبية وهي الاعتقاد الحق ولسانية وأفضلها قراءة القرآن وبدنية وهي الصلاة. { إِنَّ الصَّلٰوةِ تَنْهَى } مصليها وقيل المراد بالصلاة القرآن، كما فيولا تجهر بصلاتك } { عَنِ الفَحْشَآءِ } هي ما قبح من العمل. { وَالمُنكَرِ } مالا يعرف في الشرع بأن تكون سببا للانتهاء عن المعاصي حال الاشتغال بها وفي الحال الاخرى لانها تذكر الله وتورث للنفس خشية فاذا كانت لطفا في ترك المعاصي فكأنها ناهية عنها ومن لم تنهه صلاته عن ذلك فليست بصلاة لإخلال فيها كعدم الخشوع وعدم احضار القلب فيها وغير ذلك كخشوع القلب والجوارح قال حاتم كان رجلي على الصراط والجنة عن يميني والنار عن يساري وملك الموت فوقي واصلي بين الخوف والرجاء ثم يحوطها بعد ان يصليها ولا يحبطها وانما الصلاة الناهية صلاة من يدخلها مقدما للتوبة النصوح متيقنا لقوله جل وعلاإنما يتقبل الله من المتقين } وقال الكلبي ان العبد ما دام في الصلاة لا يأتي فحشا ولا منكرا وان من شأنها ذلك ما دام المرء فيها ويدل له قوله صلى الله عليه وسلم " إِن في الصلاة لشغلا " والأول اولى وروي ان فتى من الانصار كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات ثم لا يدع شيئا من الفواحش الا ركبه فوصف له صلى الله عليه وسلم فقال " إِن صلاته لتنهاه يوما " فلم يلبث ان تاب وحسنت حاله والصلاة المستقيمة ناهية ولا بد فأما ان تنهاه عن جميع المعاصي فيزداد قلبه نورا بكل صلاة واما ان تنهاه عن نوع من المعاصي او نوعين او انواع وليس لفظ الآية يقتضي انها تنهي عن جميع المعاصي وعن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد من الله الا بعدا وعن الحسن وقتادة من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليست صلاته بصلاة وهي وبال عليه وقيل من كان مراعيا للصلاة جره ذلك الى ان ينتهي عن السيئات يوما كما مر رواية عنه صلى الله عليه وسلم وروي ايضا انه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلان يصلي بالنهار ويسرق بالليل فقال " إِن صلاته لتردعه " وقيل المراد بالصلاة القرآن وزعم بعضهم انه ضعيف لتقدم ذكر القرآن وعلى هذا القول رواية جابر ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا يقرأ القرآن الليل كله فاذا أصبح سرق قال

السابقالتالي
2 3