الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ } هذه حكاية كلام الله حكاه ابراهيم عليه السلام لقومه كما يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام الله على هذه الطريقة او ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخطاب قومه. { فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ } ابتداء. { الخَلْقَ } على اختلاف أجناسه وأحواله تستدلون على بدأه إياهم بالنظر الى ديارهم وآثارهم. { ثُمَّ اللهُ يُنشِىءُ } فيه ما مر في ثم يعيده. { النَّشْأَةَ الآخِرَةَ } وهي البعث والنشأة الأولى هي الابداء وكل منهما اخراج من عدم لوجود لكن الآخرة انشاء بعد انشاء والأولى انشاء لا بعد انشاء وفي قوله { ثُمَّ اللهُ يُنشِيءُ } اقامة الظاهر مقام الضمير بعد الاكتفاء بالضمير في قوله { كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ } ومقتضى الظاهر ان يقال فانظروا كيف بدأ الله في قوله { يبدوء الله الخلق } وهو كلام في الابداء ناسب ان يذكر في الاعادة التي هي محل التردد والانكار كما يقول زيد الذي اكرمك هو زيد الذي ضربك فكأنه قيل الله الذي قدر على الابداء وابداء هو الله الذي يحكم له بالقدرة على الاعادة واذا لم تعجزه النشأة الأولى لم تعجزه الثانية لأنها فيما يظهر للخلق اهون ولو كانتا عند الله سواء وحذف مفعول ينشيء للتعميم او للعلم قال الامام ابو عمرو الداني قرأ ابن كثير وابو عمرو والكسائي هذا وفي النجم والواقعة النشأة بفتح الشين بعدها الف اي بوزن الصلاة وقرأ { النأشة } بتقديم الهمزة الساكنة على الشين وبتقديم الف كذلك كالرأفة والرافة ومن نسب احداهما لابن كثير وأبي عمرو فقد خطأ وقريء النشأة بسكون الشين وبهمزة فألف. { إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ } من ابداء واعادة وغيرهما لأنه قادر لذاته لا لعارض فالممكنات في درته سواء.