الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ }

{ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ } منزلة او منزلته في المال والجاه بالأمس المراد به هنا الزمان القريب قبل اليوم الذي قبل يومك فهو مستعار لمجرد قبل يومهم بأن يعتبر تمنيهم فيه ويقطع النظر عن تمنيهم قبله { يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءَ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ } يضيق على من يشاء منهم لحكمة لا لكرامة تقتضي البسط ولا لهوان يقتضي القبض ومذهب الخليل وسيبويه ان وي حرف تنبيه واتصالها بكان في الخط من شذوذ خط المصحف وادعى بعضهم انها اتصلت لكثرة الإستعمال وكان هي تشبيهية اي ان القوم تنبهوا عن خطأهم في تمنيهم وقالوا أشبه الأمر ان الله يبسط ويقدر لحكمة لا لكرامة وهو أن، وقال الكوفيون بويك بمعنى ويلك، وقال ابو حاتم هي ويلك حذفت لامه لكثرة الإستعمال فهي مفعول مطلق عاملة محذوف وجوبا من معنى الزجر، والخطاب لمن يصلح له أو من معنى الهلاك، والخطاب لقارون بعد الخسف به، وأن حرف تأكيد واتصال الكاف بها شذوذ، وفتحت الهمزة على تقدير اعلم ان الله وقيل وي اسم فعل للتعجب وكان للتشبيه اي ما أشبه الأمر أن الله يبسط، واتصال الياء بالكاف شذوذاً ونسب للبصريين وقيل وي اسم فعل بمعنى التعجب والكاف للخطاب واتصالها بأن شذوذ وففتحت همزة ان لتقدير لام التعليل متعلقة بوي أو بمحذوف أي كان ذلك لأن الله، ومن الناس من يقف على وي ومنهم من يقف على ويك وقيل ويك معناه ألم تعلم وقيل ألم تر وقيل { وَيْكَأَنَّ } كلمة واحدة بمعنى لكن فالإتصال قياس لا شذوذ وفي المسائل السفرية، قيل ويك اسم مفعل معناه استفهام تقريري وان الله يبسط منصوب بويك وقيل وي اسم فعل ومعناه أعجب وكان ناصبة الاسم رافعة الخبر ومعناها الظن لا التشبيه، وقال الاخفش وي اسم فعل بمعنى أعجب والكاف حرف خطاب وان على تقدير اللام وكان كلمة للتحقيق عند الخليل لا للتشبيه، وقيل وي اسم فعل بمعنى أعجب والكاف حرف جر للتعليل وصححه بعض ونسب للخليل وسيبويه وعليه جرا ابن هشام في حرف الكاف من المعنى لكن ذكره في وي كأنه الثاني. { لَوْلا أَن مَّنَّ } ان مصدرية والمصدر من الفعل بعدها مبتدأ. { اللهُ عَلَيْنَا } وقرأ الأعمش { لولا منُّ الله } بضم النون وكسر الهاء وان قلت ما الذي من الله عليهم به؟ قلت عدم إعطائهم ما أعطى قارون فإنه سبب إهلاكه. { لَخَسَفَ بِنَا } نائب خسف وقرأه حفص بالبناء للفاعل وهو الله سبحانه وتعالى وقُرىء لان يخسف كقولك انقطع زيد بعمرو اي قطع به. { وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الكَافِرُونَ } وي اسم مفعل بمعنى أعجب والكاف جارة متعلقة به أي أعجب لعدم فلاح الكافرين لنعم الله مطلقاً أو المراد هنا خصوص المشركين قال صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2