الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }

{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى } وحي الهام وعلمت انه من الله أو ربا وقيل على لسان ملك وقيل هي نبية واسمها بوخابد من نسل لاوي بن يعقوب وقد قيل بنبوة ست نسوة حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم وذكر الشواني أربعا من ذلك على خلاف والصحيح انه لم تكن امرأة نبية ورأيت في حاشية على المواهب ان بعضا يقول بنات النبي نبيات وهو قول قبيح يؤدي الى الكفر. { أَنْ أَرْضِعِيهِ } أن تفسيرية. { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } القتل. { فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِ } البحر وهو النيل روي انها أرضعته ثمانية اشهر وقيل اربعة وقيل ثلاثة وكانت ترضعه وتربيه ولا يبكي ولا يتحرك في حجرها. { وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي } لا تخافي عليه ضيعة ولا غرقا ولا شدة ولا تحزي لفراقه الخوف غم يلحق الانسان لمتوقع والحزن غم يلحقه لواقع وهو فراقه. { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ } قال ابن عباس لما كثر بنوا اسرائيل بمصر استطالوا على الناس بمصر وعملوا بالمعاصي ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر وسلط الله عليهم القبط فاستضعفوهم الى ان نجاهم الله على يد نبيه موسى، نهاها الله عن خوف القتل وخوف الغرق والضيعة عن الحزن وملأ قلبها سرورا برده اليها ويجعله من المرسلين وفي الآية بشارتان ونهيان وأمران وخبران فانظر السؤلان روي ان فرعون لعنه الله ذبح في طلب موسى تسعين الف وليد، روي انه كان يقتل الولدان فكثر الموت في بني اسرائيل ولدانهم بالتقل وكبارهم بالهرم فقالت القبط كاد العمل يقصر علينا فكان يقتل عاما ويترك عاما ولد هارون في عام الترك وموسى في عام القتل وذكر بعضهم انه أرضعته ثلاثة اشهر ثم الح في طلب المواليد والتفحص عنهم فيمكن ان يريد هذا القاتل انه ابتداء القتل بعد الثلاثة الاشهر ويحتمل انه كانت الثلاثة من العام الذي يترك وخافت عليه القتل ولو لم يولد في عام القتل والأول اوضح وروي انه قيل له ان مولودا يولد في هذا العام يذهب ملكك فشرع في القتل فيه وهو عام ولادة موسى قال في عرائس القرآن لما مات الريان بن الوليد وهو فرعون يوسف الذي ولى يوسف أرض مصر وأسلم على يده ملك بعده قابوس بن مصعب فرعون يوسف الثاني وكان جبارا وطال ملكه ولما مات ملك أخوه أبو العباس بن الوليد بن مصعب بن الريان بن أراسه بن بروان بن عمر بن قارون بن عملاق بن لاوي بن سام بن نوح وكان أعتى من قابوس وأكثر واشتدت ايام ملكه وكثرت بنوا اسرائيل وهم تحت ايدي العمالقة وهم على بقايا دينهم دين يوسف ويعقوب وابراهيم حتى جاء فرعون موسى ولم يكن اعتى وأعظم قولا وأقسى قلبا وأطول عمرا وأسوأ مملكة لبني اسرائيل في هؤلاء الذين قبله منه استعمل بني اسرائيل في أصناف الخدمة من الحرث ونقل العذرة وتزوج منهم آسية بنت مزاحم وقيل هي آسية بنت مزاحم بن عيد بن الريان بن الوليد فرعون يوسف الأول أسلمت على يد موسى قال مقاتل لم يسلم من أهل مصر إلا آسية وحزقيل ومريم بنت ناموسا التي دلت موسى على قبر يوسف وروي أن فرعون ملكهم أربعمائة سنة يسومهم سوء العذاب.

السابقالتالي
2 3 4