الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ }

{ فَلَمَّا جَآءَهُمُ الحَقُّ } محمدا والقرآن أو كلاهما. { مَنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلا } توبيخ. { أُوتِيَ } محمد. { مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى } من الآيات كاليد والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة أو كل ذلك وذلك أعنات من قريش بتعليم اليهود لهم ذلك. { أَوَ لَمْ يَكْفُرُوا } أي قريش أو اليهود فانهم الذين علموا قريشا أن يسألوا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتي موسى أو الضمير لقريش ونسب الكفر بما أوتي موسى اليهم مع انه لليهود والقبط لأنهم جنس واحد في الرأي والمذهب أو لأن فرعون عربي من أولاد عاد وعن الحسن كان للعرب أصل في زمان موسى عليه السلام. { بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ } متعلق بأوتي أو بيكفروا. { قَالُوا سِحْرانِ } أي قال قريش موسى ومحمد ساحران أو قالت اليهود والقبط موسى وهارون ساحران ويوافق الأول ما روي أن قريشا بعثوا إلى رؤساء اليهود بالمدينة يسألونهم عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأخبروهم بنعته وصفته وأنه في كتابهم فرجعت رسل قريش الى قريش فقالوا ـ أعني قريشا ـ موسى ومحمد ساحران وقرأ الكسائي وحمزة وعاصم سحران بكسر السين واسان الحاء أي ذوا سحر وسموهم سحرين مبالغة أو وأمرهما سحران أو التوراة والقرآن سحران وهو قول ابن عباس. { تَظَاهَرا } تعاونا كل يصدق الآخر وقرىء أظاهرا بهمزة الوصل وابدال التاء ظاء وادغام الظاء في الظاء واذا التقدير أمرهما سحران فإسناد التظاهر الى فعلهما دلالة على السبب الاعجاز. { وَقَالُوا إِنَّا بِكُلِّ كَافِرُونَ } أي كافرون بكل منهما أو بكل الأنبياء أو بكل الكتابين أو بكل من فعل موسى وهارون أو فعل موسى ومحمد وقالت اليهود والقبط إنا كافرون بموسى وهارون.