الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ } التوراة. { مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القُرُونَ الأُولَى } قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم. { بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ } بصائر حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوار القلوب الناس يميزون بها الحق. { وَهُدىً } عن الضلالة. { وَرَحْمَةً } لمن آمن به وهو الذي يكون له رحمة وأما غيره فلا ينتفع به أو أراد انه في نفسه رحمة ينتفع بها من وفقه الله ويتجنبها من خذله. { لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } يتعضون بما فيه والترجي مصروف الى موسى أي ليكونوا على حال يرجؤ منهم التذكر قال جار الله أو المعنى ارادة أن يتذكروا فشبه الارادة بالترجي فاستعير لها بتصرف ويرده أن الله سبحانه اذا اراد شيئا فلا بد أن يقع فلو أراد تذكر الناس جميعا لتذكروا كذا فهمت من كلام القاضي ويجاب بأن الارادة هنا بمعنى حب الشيء والله أحب الطاعة من كل أحد وأمر بها ومعنى حبه إياها انه ألزمهم إياها وانه جعلها هي الصواب والحكمة ويجوز ابقاء الارادة على ظاهرها فالمراد ارادة تذكر من سبق في علمه انه يتذكر.