{ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ } لا يخرج احدنا عنه. { أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } أي شرطية مفعول لقضيت وما صلة لتأكيد ابهام اي والاجلين مضاف اليه والمراد بها ثماني سنين وعشر وقريء أيما باسكان الياء وقرأ ابن مسعود أي الأجلين ما قضيت بالتشديد واسقاط ما بعد أي واثباتها قبل قضيت تأكيدا للقضاء أي الأجلين صممت على قضائه وجردت عزيمتي له والقضاء الوفاء. { فَلا عُدْوَانَ } وقرأ ابن قتيبة بكسر العين. { عَلَيَّ } أي لا تتعدى عليَّ بطلب الزيادة عليه كما لا أطالب بالزيادة على العشر لا اطالب بالزيادة على الثمان وعلق العدوان بهما جميعا لانه ان طولب بالزيادة على العشر كان عدوانا بلا شك فكذلك ان طولب بالزيادة على الثمان وأراد تقرير أمر الخيار والمعنى لا اكون معتديا بترك الزيادة عليه كقولك ان فعلت كذا فلا اثم عليَّ ولا تباعة. { وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ } أنا وأنت. { وَكِيلٌ } أي حفيظ أو شهيد ولكونه قيل بمعنى شهيد عدي بعلى واصله التعدي بالى يقال وكل اليه الأمر يكله قال سعيد بن جبير سألني يهودي من أهل الحيرة اي الأجلين قضى موسى؟ فقلت لا ادري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله فقدمت فسألت ابن عباس فقال قضى اكثرهما وأطيبهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال فعل وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر " إِذا سئلت أي الأجلين قضى موسى فقل خيرهما وإِذا سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما فتزوج صغراهما وقضى أوفاهما " ، وقال وهب أنكحه الكبرى وروى شداد بن أوس بكى شعيب حتى عمي فرد الله عليه بصره وقال له ما هذا البكاء أشوقا الى الجنة أم خوفا من النار فقال لا يا رب لكن شوقا الى لقائك فقال له هنيئا لك لذلك أخدمتك موسى كليمي ولما تم الخطاب بينهما انكحه بنته وعيّنها وعيّن الصداق وهو الرعاية او غيرها فأمرها ان تعطيه عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصا الأنبياء عند شعيب فوقع في يدها عصا آدم حملها معه آدم من الجنة وهي من اس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب وكانت الأنبياء تتوارثها قبل وكانت لا يأخذها غير نبي إلا أكلته وروي ان شعيبا قال له بالليل ادخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصي فأخذها فمسها شعيب وكان مكفوفا فظن بها فقال خذ غيرها فردها ليأخذ غيرها فما وقع في يده الا هي سبع مرات فعلم ان له شأنا وقيل اخذها جبريل بعد موت آدم فكانت معه حتى لقي بها موسى وقيل أودعها شعيبا ملك في صورة رجل وأمر بنته ان تأتيه بعصا فأتته بها فردها سبع مرات لم يقع في يدها غيرها فدفعها اليه ثم ندم لانها وديعة فتبعه واختصما فيها ورضيا ان يحكم بينهما اول طالع فأتاهما الملك فقال القياها فمن رفعها فهي له فعالجها شعيب فلم يطقها فرفعها موسى.