الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا } بلقائه. { وَلا تَحْزَنَ عَليه } وان قلت كيف تأخذ الأجرة على إرضاع ابنها من فرعون؟ قلت هم أعطوها أجرة وهي أخذت غنماً لمال الحربي وان قلت فما الحكم في الملة السمحة؟ قلت لا يجوز أخذ مال حربي بخديعة وأمن بل بقتال مع امام عادل قيل او مع جائر، قيل أو بقتال ولو مع غير إمام او بقتالك وحدك وذلك بعد الدعوة، ورخص بعض العلماء ان يؤخذ مال الحربي، كما يؤخذ الجراد حين وجد جهرا أو سرا سواء كان عنده أو كان عندك بأمانة أو بخديعة في بيع وشراء أو غير ذلك. { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ } والمراد الوعد برده وجعله مرسلا. { وَلَكِنَّ أَكثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } أي لكن اكثر الناس لا يعلمون الحق، وقيل المراد بأكثرهم جماعة آل فرعون وهي القبط، وعن بعضهم ان اكثر الناس لا يعلمون أن موعده حق فهم يرتابون فيه وذلك أنهم سمعوا أن مولودا يذهب ملك فرعون ولم يوقنوا إلا قليلا منهم مثل آسية وأم موسى وصانع التابوت أو المراد أنهم لا يعلمون ان العرض الأصلي من الرد علمها بذلك وما سواه تبع، قال جار الله ذلك يشبه التعريض بما جرى منها حيث سمعت بخبر موسى فجزعت وقيل ان أكثر الناس بهذا الوعد ولا بأن هذا اخته وهذه أمه ولما فطمته ردته إلى فرعون ورباه كما قالألم نربِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين }