الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى } وقريء موسى بهمزة ساكنة أصلها او لانه لما كانت الواو بعد ضمة جعلت كان الضمة عليها فقلبت همزة كما تقلب الواو المضمومة همزة نحو وجوه وأجوه. { فَارِغاً } من كمل شيء إلا من ذكر موسى عليه السلام أو فارغا من العقل لما سمعت بوقوع موسى في يد فرعون والقلب هو مركز العقل والأول قول ابن عباس والثاني قول مالك، وعبارة بعضهم ان قلبها فارغ من الصبر وقيل فارغا مما أوحى الله اليها من رده لها وجعله من المرسلين اذ وسوس اليها الشيطان انك قتلته بإلقائه في اليم او إذ بلغها وقوعه في يد فرعون فنسيت ذلك لعظم البلاد، قيل يجوز ان يكون المعنى فارغاً من الهم لفرط وثوقها بوعد الله او لإستماع ان فرعون عطف عليه وتبناه، قيل ويدل للثاني قراءة بعضهم فرغا بكسر الفاء وإسكان الراء كقولهم دماءهم بينهم فرغ اي هدر اي بطل قلبها وبقيت بلا قلب من شدة البلاء وقرىء فرغا بفتح الفاء واسكان الراء وبفتحها وكسر الراء أي خاليا. { إِن } مخففة واللام فارقة. { كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } أي لتظهر بموسى أي بأمره وقصته لفرط الضجرة او الفرح بتبيينه أو لنظر بأنه إبنها وعُدي تبدي بالياء لتضمنه معنى تفضح او تلفظ او الباء صلة في المفعول، وعنه صلى الله عليه وسلم " كادت أُم موسى ان تقول وا إِبناه وتخرج سايحة على وجهها " وكذا عن ابن عباس كادت تقول واابناه، وقيل لما رأت التابوت ترفعه الأمواج وتضعه خشيت الغرق فكادت تصيح شفقة عليه وقيل كادت تبدي بالوحي الذي أُوحى اليها ان يرده عليها. { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا } شددنا عليه بالصبر والثبات والتقوية والتأنيس كما يربط الشيء المنكسر او المتصدع فيطمئن ويقر، وإن مصدرية داخله على الماضي والمصدر هو المبتدأ الذي يقع بعد لولا. { لِتَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ } المصدقين بوعد الله الواثقين بحفظه لا يتبنى فرعون، وعطفه وجواب لولا دل عليه ما قبلها.