الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ }

{ وَمَا أَنتَ بِهَادِى العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ } وقرأ حمزة وابن مسعود { وما أنت تهدي العمي } بتاء مفتوحة وهاء ساكنة ونصب العمي وهو جمع أعمى شبههم بالعمي فانهم ولو كانوا يبصرون لكن لم ينفعهم بصرهم فهم كمن لا يبصر ويجوز كون العمى عمى القلب استعارة من عمى البصر لعدم نور القلب وعدى الهداية بعن لتضمنها معنى الابعاد واذا فسرنا العمى بعمي القلب فالضلالة الكفر والمعاصي واذا فسرناه بعمي البصر وقلنا العمي من لا بصر لهم استعير لمن ليس في قلبه نور فالضلالة الكفر والمعاصي مراعاة لجانب الشبه به والضلالة عن الطريق الحسي مراعاة لجانب المشبه مشارا بها الى الكفر والمعاصي. { إِن } أي ما. { تُسْمِعُ } سماع قبول. { إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا } من سبق في علمنا أن يؤمن بالقرآن. { فَهُم مُّسْلِمُونَ } مخلصون بتوحيد الله واذا وقع القول عليهم اي دنا وقوعه واستعمال الفعل في المشارفة مجاز والمراد بالقول المقول وهو ما وعدوا به من قيام الساعة والعذاب والغضب وذلك حين لا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يرجى صلاح ولم يبق منيب ولا تائب.