الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }

{ قُلْ لا يَعْلمُ مَن فِي السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلا اللهُ } والتفرد بعلم الغيب كالازم للقدرة التامة الفائقة العامة المذكورة والاستثناء منقطع قالت عائشة من زعم انه يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية. وعن بعض أخفي الغيب لئلا يؤمن مكره لأن الله جل وعلا لا يوصف بكونه في السماوات والأرض ككون الخلق فيهن فمن غير شامل له تعالى أي لكن الله يعلمه كما أن الاستثناء منقطع في نحو ما جاء زيد إلا عمرا وما جاء بنوا زيد الا بني عمر ولعدم شمول لفظ زيد لعمرو وعدم شمول بني زيد لبني عمرو وانما ارتفع مع الانقطاع بناء على لغة تميم من جواز الابدال في المنقطع واختيرت لغتهم هنا تلويحا الى معنى قولك ان كان الله ممن في السماوات والأرض ففيهن من يعلم الغيب ولا يخفى انه ليس في بني آدم والجن والأصنام والملائكة وغيرها من يعلم الغيب فعلم أن الاله ليس شيئا من ذلك فعلمهم الغيب محال كاستحالة كون الله منهم ومن أجاز الجمع بين الحقيقة والمجاز بلفظ واحد أجاز جعل الاستثناء متصلا وأن كون الخليقة في السماوات والأرض على معنى الحلول وهو حقيقة وكون الله فيهن على معنى العلم مجاز فيكون قوله { مَن فِي السَّمَٰوَاتِ والأَرضِ } شاملا للخليقة ولله جل وعلا ومن منع الجمع بينهما مع ذلك وهو مذهب جار الله والمنع في الآية أولى حذر للابهام ابهام التسوية بين كون الخلق فيهن والابهامات مزالة عنه وعن صفاته وأجاز القاضي أن يكون متصلا على أن المراد بمن في السماوات والأرض من تعلمه بها واطلع عليها الاطلاع الخاص فيها فانه يعم الله تعالى وأولي العلم من خلقه وهو موصول أو موصوف فاعل بعلم وجعل ابن مالك الاستثناء متصلا بتقدير متعلق الظرف خاصا أي من يذكر في السماوات والأرض فيكون من مفعولا والغيب بدل اشتمال مه والله فاعلا. { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } أيان بسيطة وقيل مركبة من أي وان وقرىء بفتح الهمزة وكسرها والضمير لمن وقيل الكفرة وإيان ظرف زمان اسم استفهام متعلق بيبعثون والجملة مفعول يشعرون معلق عنها. فائدة. قال جار الله لو سمي بإيان لكان فعالا من أن بين ولا نصرف.