الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ }

{ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ } الهدية. { فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لا قِبلَ لَهُم بِهَا } الآية ان لم يأتوني مسلمين أنتهي ولا أفرح ولا أرضى عنكم إلا بالإسلام وترك المجوسية وانما قالفما آتاني الله خير } بالفاء الاستئنافية فقال جار الله التعليلية لأنهم خفيت عنهم حاله عليه السلام فهو يخبرهم أنه غنيٌ عن مالهم ولو قاله بالواو لأفاد أنهم عالمون بغناء عنه وزيادته عليهم فيه، وهم مع ذلك يمدونه به والمراد بالفرح فرح إفتخار بالهدية على الملوك بقدرتكم على إهداء مثلها، فالهدية مضافة الى مهديها أو فرح زيادة المال، فانهم يفرحون بما يهدى اليهم خباً لزيادة المال ولذلك أهدوا إلى سليمان لعله ممن يفرح بالهدية كما يفرحون بها فالهدية مضافة الى المهداة هي اليه وذلك ان الهدية اسم المعطى فتضاف الى المهدي والمُهدى له واعلم ان الإضراب عن إنكار الإمداد بالمال وعن قولهفما أتاني الله خير مما أتاكم } انما هو الى بيان السبب الذي حملهم عليه وهو قياسهم حاله إلى حالهم في قصور الهمة على الدنيا والقبل الطاقة وحقيقية المقاومة والمقابلة اي لا يقدرون على القتال وقرأ ابن مسعود لا قبل لهم بهم وقرأ إرجعوا اليهم وقيل الخطاب في إرجع للهدهد محتملا كتاباً آخر. { وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا } من سبأ. { أَذِلَّةٍ } ذاهباً عنهم ما هم فيه من العز والملك. { وَهُمْ صَاغِرُونَ } واقعون في أسر واستعباد لا يقتصر بهم ان يجعلوا سوقة بعد أن كانوا ملوكاً وفي عرائس القرآن والله ما هذا ملك وما لنا به من طاقة فبعثت اليه اني قادمةٌ عليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك وما تدعو اليه من دينك، ثم أمرت بعرشها فجعلته في آخر تسعة أبيات بعضها داخل بعض في آخر قصر من سبع قصور ثم أغلقت دونه الأبواب ووكلت به حرسة يحفظونه وقالت لمن خلفت على سلطانها إحتفظ بما في قبلك وسرير ملكي فلا تخلص له أحداً حتى آتيك، وأمرت منادياً فنادى في أهل مملكتها لتؤذنهم بالرحيل وشخصت الى سليمان عليه السلام في إثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن تحت كل قيل مائة الف مقاتل قال ابن عباس رضي الله عنه كان سليمان عليه السلام رجلاً مهيبا لا يخبره احد بشيء حتى يسأله عنه، وخرج يوماً وجلس على سرير ملكه فسمع صوتاً ودوياً فقال ما هذا؟ قالوا بلقيس يا نبي الله قال وقد نزلت بهذا المكان؟ قالوا نعم، أو كانت على مسيرة فرسخ منه قال ابن عباس رضي الله عنهما بين الكوفة والحيرة قدر فرسخ فأقبل على جنوده فقال { قال يا أيها... }