الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ }

{ وَإِنِي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ } أداريه بها عن ملكي واختبره أملك هو أم نبي فان كان ملكا قبل الهدية ورجع عنا وان كان نبيا لم يقبل الهدية ولم يرض منا إلا باتباع دينه كما قال. { فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ } الذين ارسلتهم بالهدية الى سليمان وقومه فاذا علمت بماذا رجعوا عملوا بحسبه ومفعول مرسلة سوف و بم متعلق بيرجع وما استفهامية حذفت ألفها لدخول الجار عليها وجملة { يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ } مفعول للنظر معلقا عنها وقال الحوفي الباء متعلقة بناظرة ويرده كما قال ابن هشام ان الاستفهام له الصدر. قال في عرايس القرآن كانت بلقيس امرأة لبيبة قد ساست الأمور فأهدت اليه وصفانا ووصايف. قال ابن عباس ألبستهم لباسا واحدا حتى لا يعرف الذكر من الأنثى وقال مجاهد ألبست الغلمان لباس الجواري والجواري لباس الغلمان فعن ابن عباس مائة وصيف ومائة وصيفة وقال وهب خمس مائة غلام وخمس مائة جارية وأرسلت له الصفائح من الذهب في أوعية الديباج وبالصفائح فسر ثابت البنان الهدية ولما بلغ ذلك سليمان أمر الجن فموهوا له الآجر لذهب ثم أمر به فألقي في الطريق فلما جاءوا ورأوه ملقى في الطريق في كل مكان قالوا جئنا نحمل فصغر في أعينهم ما جاءوا به شيئا نراه ها هنا ملقى ما يلتفت اليه وقيل كانت اربع لبنات من ذهب قال ابن منبه جعلت في سواعدهم أساورة من ذهب وفي آذانهم أقراطا من ذهب وشنوفا مرصعات بأنواع الجواهر وحملت الجواري على خمس مائة مكة والغلمان على خمس مائة برذون على رأس كل فرس لجام من ذهب مرصّع بالجواهر وغواشيها من الديباج الملون وبعثت اليه خمس مائة لبنة من الذهب وخمس مائة لبنة من فضة وتاجا مكللا بالدرر والياقوت الرفيع وأرسلت أيضا المسك والعنبر وعمدت إلى حقة فجعلت فيها درة يتيمة غير مثقوبة وخرزة مثقوبة معوجة الثقبة ودعت رجلا من أشراف قومها يقال له المنذر بن عمر وضمت اليه رجالاً من قومها أصحاب رأي وعقل وكتبت معهم كتاباً كنسخة الهدهد وقالت ان كنت نبيا فميز بين الوصفان والوصايف وأخبر بما في الحقة قبل أن تفتحها وأثقب الدرة ثقباً مستوياً وادخل الخيط في الخرزة وقالت للغلمان اذا كلمكم سليمان فكلموه بكلام فيه تأنيث وتخنث ككلام النساء وأمرت الجواري أن يكلمنه بكلام غليظ ككلام الرجال وقالت للرسول أنظر إذا دخلت عليه فان نظر إليك نظر غضب فاعلم انه ملك لا يهولنك منظره فأنا أعز منه وإن رأيت رجلاً بشاشاً لطيفاً فاعلم أنه نبي مرسل فتفهم قوله ورد الجواب فأنطلق الرسل بالهدايا وأقبل الهدهد مسرعاً الى سليمان عليه السلام فأخبره الخبر كله فأمر بضرب لبنات الذهب والفضة فنعلوا وأمر ببسطها من موضعه الذي هو فيه الى سبع فراسخ ميداناً واحداً بلبنات الذهب والفضة وأن يجعلوا حول الميدان حائطا شرافاته من الذهب والفضة ففعلوا ذلك ثم قال أي الدواب أحسن ما رأيتم في البحر قالوا يا نبي الله إنّا رأينا دواباً في بحر كذا منمرة مختلفة الألوان لها أجنحة وأعراف ونواص قال سليمان عليَّ بها الساعة فأتوا بها.

السابقالتالي
2