الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتْ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ }

{ قَالَتْ إِنَّ المُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةٍ } عنوة أعني قهرا. { أَفْسَدُوهَا } خربوها ذلك تفسير ابن عباس فيما رواه الداوودي وذلك أن الحرب دول فما يدري أحد لمن تكون الدولة فلعل سليمان يغلبكم ويأخذ أموالكم ويفسد ما أراد افساده. { وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ } جمع عزيز. { أَهْلِهَا أَذِلَةً } جمع ذليل أي أهانوا عظماءها لئلا ينازعوهم فيستقيم لهم الأمر والأصل اعززه وأذلَلة باسكان ثانيهما وكسر ثالثيهما نقل الكسر للساكن وادغم الثالث في الرابع أنشد أبو القاسم الحبيبي
ان الملوك بلا حيث ما حلوا فلا يكن لك في أكنافهم ظل ماذا تؤمل من قوم اذا غضبوا جاروا عليك وان أرضتهم ملوا وان أجبتهم اجلتك خدعتهم واستثقلوك كما يستثقل الكل فاستغن بالله عن أبوابهم أبدا إن الوقوف على أبوابهم ذل   
{ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } اي هذا عادة مستمرة لهم لا تتغير لانها كانت في بيت الملك القديم فسمعت نحو ذلك ولات وقيل إن { وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ } من كلام الله وعليه جرى الشيخ هود رحمه الله تعالى وهو تفسير ابن عباس رضي الله عنه فيكون تصديقا من الله سبحانه لبلقيس قال جار الله وقد يتعلق الساعون في الأرض بالفساد بهذه الآية ويجعلونها حجة لأنفسهم ومن استباح حراما فقد كفر فاذا احتج له بالقرآن على وجه التحريف فقد جمع بين كفرين انتهى.