الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ }

{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ } نظر اليها ليرى احوالها ونظر اليها ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت التراب لاحتياجه الى الماء للصلاة وهو قول ابن سلام أو لما أحس بالشمس من موضع الطير تفقدها وهو قول فرقة. { فَقَالَ مَالِيَ } وفتح الياء ابن كثير وعاصم والكسائي وهشام. { لا أَرَى } حال من الياء. { الهُدْهُدَ } استفهم لم لم يرد ما لساتر مثلا أو لضعف في بصره ولما حقق النظر ظهر له انه لم يكن مع الطير فاضرب عن ذلك بقوله { أَمْ } أي بل. { أَمْ كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ } فأم منقطعة لمجرد الاضراب الابطالي ويحتمل ان يكون عند قوله { أَمْ كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ } غير متحقق غيبوبته فأم منقطعة للاضراب والاستفهام أي بل كان من الغائبين ويجوز ان يكون الاستفهام تعجبا لانه لا يغيب إلا بإذن سليمان فلما لم يبصره مكانه تعجب من حال نفسه في عدم ابصاره اياه روي أن نبي الله سليمان عليه السلام لما فرغ من بناء بيت المقدس عزم على الخروج إلى أرض الحرم وتجهيز للمسير واستصحب كل الجن والانس والطير والوحش وبلغ عسكره مائة فرسخ وكانت الجن يومئذ تظهر للانس يحجون ويعتمرون ويصلون جميعا ويرتب الناس في مسيره وجلوسه على قدر منازلهم في الدين ولما وافى الحرم أقام به ما شاء الله كل يوم ينحر خمسة آلاف ناقة ويذبح خمسة آلاف ثور وعشرين الف شاة ما أقام فيه وقرب وقضى المناسك وبشر أهله ومن حضر من الأشراف بخروج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانه سيد المرسلين وخاتم النبيين فليخبر الشاهد الغائب وسار الى اليمن من مكة صباحا فوافى صنعاء وقت الزوال وذلك مسيرة شهر فرأى ارضا حسناء تزهر خضرتها فأحب النزول بها ليصلي ويتغذى فطلب الماء فلم يجده وكان الهدهد دليله على الماء كان يرى ما تحت الأرض، كما يرى أحدكم كأسه بيده فينقر الأرض فيعرف موضع الماء وعمقه ثم تجيء الشياطين فيسلخونه كما يسلخ الجلد ويستخرجون الماء وذلك الهدهد سيد الهداهد وقد أعطيت الهداهد معرفة الماء ورؤيته في الأرض دون الطير وروى انه اذا نقر في الأرض عرف سليمان كم بينه وبين الماء. قال سعيد المسيب ذكر ابن عباس ذلك فقال له نافع بن الأزرق يا وصاف انظر ما تقول ان الصبي منا يضع الفخ ويحثو عليه التراب فيجبي الهدهد وهو لا يبصر الفخ فيقع فيه فقال له ابن عباس رحمه الله ويحك إذا جاء القدر حال دون البصر وفي رواية اذا نزل القضاء والقدر ذهب اللب وعمي البصر وبعد فان كلام ابن عباس انما هو في الماء انه يراه الهدهد لا في كل ما تحت الأرض وقد صدق قول ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم رواه انس

السابقالتالي
2