الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَآ أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يٰأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ حَتَّى إِذَا أَتَوا عَلَى وَادي النَّمْلِ } عدي الاتيان بعلى لأنه من فوق أو من قولك اتيت على الشيء اذا نفذته وبلغت آخره فهم إما يريدون النزول عند منقطعه أو نازلون فيه وعند وصولهم سمعت الأصوات النملة وقالت ما قالت ووادي النمل واد بالشام تسكنه النمل وروي انه واد تسكنه الجن وذلك النمل مراكبهم وهو نمل كالذئاب وقيل كالنجاتي وقيل هو النمل الصغير قيل كنملنا هذا قال بعض وهو المشهور وقيل فيه صغير وكبير وقيل القابلة كالذيب وغيرها صغير وهي ملكتهم وقال كعب ذلك واد من أودية الطائف واعراب واد مقدر على الياء المحذوفة نطقا وخطا وبعض العرب يعرب الوادي على الدال ويسقط ياءه ويقف هنا بإسكان الدال وكذا في غير هذا الموضع وغيره يقف باثبات الياء والنمل حيوان فطن قوي شمّام جدا يدخّر ويتخذ القرى ويشق الحف قطعتين لئلا ينبت ويشق الكزبرة أربع قطع لانها تنبت اذا قسمت شقين ويأكل في عامه نصف ما جمع ويستقي سايره عدة والحق عندي أن للحيوانات أفهاما وعقولا قصارا لا يتعلق بها التكليف ثم رأيت ابن العربي قال في احكامه لا خلاف بين العلماء في أن الحيوانات كلها لها أفهام وعقول قال الشافعي الحمام أعقل الطير وقريء { على واد النمل } قالت نملة بضم ميمهما وكان الاسكان تخفيف منه وقريء بضم نونهما وميمهما وروي ان سليمان سار من اصطخر يريد اليمن فوصل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه دار هجرة نبي يكون في آخر الزمان طوبى لمن آمن به واتبعه قال في عرائس القرآن عن كعب الأحبار ثم وافا مكة فرأى حول البيت أصناما تعبد من دون الله فجاوز البيت فبكى البيت فأوحى الله اليه ما يبكيك وهو أعلم فقال يا رب هذا نبي من انبيائك وقوم من أولياءك مروا علي فلم يهدوا في ولم يصلوا عندي ولم يذكروك بحضرتي والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله اليه لا تبك فاني أملك وجوها سجدا وأنزل فيك قرآنا عربيا وأفرض على عبادي فريضة يزفون اليك زفيف النسور الى اوكارها يحنون اليك حنين الناقة الى اولادها والحمامة الى بيضها وأطهرك من الأوثان وعبدة الشياطين ثم أمر سليمان أن ينزل عنده ويصلي فيه ويقرب عنده قربانا ففعل، نحر عنده خمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف ثور وعشرين الف شاة وقال لمن حضر من قومه ان هذا مكان يخرج منه نبي عربي يعطى النصر على جميع من ناوأه ويكون سيفه نقمة على من خالفه وتبلغ هيبته مسيرة شهر القريب والبعيد عنده في الحق سواء لا تأخذه في الله لومة لائم.

السابقالتالي
2 3