الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ }

{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } من غير آفة كبرص ومرَّ تفسير الجيب وقيل الجبيب القميص انه يجاب أي يقطع وعن بعض كانت له مدرغة صوف لا كمَّ لها والتحقيق أن الجيب لوضع الذي تدخل منه اليد وتخرج أو الرأس في الجبة أو القميص وكان لونه أدم فلما أدخل يده وأخرجها كانت بيضاء كالشمس لما أخرجها بيضاء وعن بعض خرجت كالشمس أو البرق وعن الحسن كالمصباح. فصل قال الثعلبي في عرائس القرآن وهو كتاب ألفه في القصص والأخبار المواقعة في القرآن ومنه أخذهما في هذا التفسير من القصص والأخبار. الباب الثامن في خروج موسى من مدين وتكليم الله إياه في الطريق وإرساله إلى فرعون واستعانته بأخيه هارون وكيفية ذهابهما إلى فرعون لتبليغ الرسالة قال الله تعالىفلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا } قالت العلماء بأخبار الأنبياء لما ورد موسى ماء مدين وأتى عليه من وروده تسع سنين ستين قال له شعيب اني وهبت لك من أغنامي كل بلقاء وأبلق من الحملان والجديان التي تضعها أغنامي في هذه السنة العاشرة أراد بذلك مسدة موسى ووصلة امرأته صفورا بنت شعيب فأوحى الله الى موسى أن اضرب بعصاك الماء الذي هو مستقى الأغنام ففعل ثم سقى الأغنام فما تخطت واحدة من تلك الأغنام إلا وضعت ولدين بلقاء وأبلق فعلم شعيب أن ذلك رزق رزقه الله موسى وأهله وسلم الأغنام اليه إلا ما ولدت فقصد الشام بزوجته في شهر ولادتها وبأغنامه وعدل إلى البرية عادلا عن العمران والمدائن محفة الملوك وكان أكبر همه طلب أخيه هارون واخراجه من مصر ويجير في الطريق فوقع في جانب الطور الأيمن الغربي في عشية شاتية شديدة البرد وأظلم عليه الليل وارعدت السماء وأبرقت وأمطرت وأخذ امرأته الطلق فعمد الى زناده فقدحه مرات فلم يور فتحير وقام وقعد اذ لم يكن عهد بمثل ذلك في الزناد وتأمل ما قرب وما بعد فتحير وتسمع طويلا هل يسمع حسا أو حركة فبينما هو كذلك إذ رأى نورا فحسبه نارافقال لأهله امكثوا إني آنست نار لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى } أي دالا على الطريق ولما أتاها رأى نورا عظيما ممتدا من عنان السماء إلى شجرة عظيمة هناك هي عوشجة وقيل العناب فتحيّر إذ رأى نارا عظيمة لا دخان لها تلتهب من جوف شجرة خضراء لا تزداد النار الا عظما ولا الشجرة الا خضرة ولما دنا منها تأخرت منه فرجع خائفا ذكر حاجته إلى النار فرجع اليها فدنت منه.فلما أتاها نودي من شاطىء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى }

السابقالتالي
2 3 4 5 6