الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ إِلا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَا بَعْدَ سُوءٍ } الاستثناء منقطع استدرك به ما يخطر بالبال من نفي الخوف عن جميعهم مع أن فيهم من فرطت منه صغيرة يخاف منها قطعا كما فرطت من آدم ويونس وداود وسليمان وأخوة يوسف وموسى بوكزه القبطي فقال لكن من ظلم نفسه وجعل الطاعة بدل المعصية. { فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } له فلا يخاف أيضا ويحتمل أن يكون ذلك تعريضا بموسى لوكزه القبطي وسماه ظلما كما سماه موسى ظلما في قولهرب إني ظلمت نفسي } وقيل الاستنثاء متصل والمعطوف عليه محذوف أي إلا من ظلم منهم فانه يخاف ومن ظلم ثم بدّل حسنا بعد سوء فاني غفور رحيم له وقال الفراء وجماعة الاستنثاء منقطع أخبارا عن غير الأنبياء وقال الاخفش والفراء وأبو عبيدة إلا هنا حرف عطف بمعنى الواو ومن معطوف بها على المرسلين وعن ابن جريح ان الله سبحانه قال لموسى إني أخفتك لقتلك النفس قيل فالمعنى أن من أصاب من المرسلين ذنبا خفته روى أن موسى تعمد ضرب القبطي ولم يتعمد قتله وقريء ألا بفتح الهمزة وتخفيف اللام فيكون حرف تنبيه وفي رواية عن ابن عمرو { ثم بدل حسنا } بفتح الحاء والسين.