الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ }

{ وَأَلْقِ عَصَاكَ } عطف على بورك أي ان بورك وان الق كما قال في آية أخرى. { ألقِ عَصَاكَ } بعد قوله يا موسى. { فَلَمَّا رَآهَا } أي فألقها فلما رآها. { تَهْتَزُّ } تتحرك باضطراب. { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } حية خفيفة سريعة صغيرة وقيل الحية مطلقا لانها تجن نفسها أي تسترها وانما التقى ساكنان لأن الأول حرف مد والثاني مدغم وهما في كلمة وبعض العرب لا يجمع بين ساكنين ولو في مثل ذلك فكان يهمز الألف ويفتحه فيقول جان ودابة وبهذه اللغة قرأ الحسن كأنها جان جدا في الهروب من اجتماعهما. { وَلَّىَ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي يرجع بعد الهروب حال مؤكد لعامله وهو ولي وانما هرب خوفا وظن أنه المراد بها فأسكن الله تعالى قلقه بقوله. { يَا مُوسَى لا تَخَفْ } منها ولا من غيرها وثق بي أو لا تخف فانك من أولياء المرسلين كما قال. { إِنِّي لا يَخَافُ } تعليل مستأنف. { لَدَيَّ المُرْسَلُونَ } من حية ولا من غيرها فاني لا أخزيهم أو لا يخافون من شيء اذا أمرتهم به واذا أمنتهم أو لا تخف سواء العافية فان المرسلين لا يخافونها لعلمهم بأنهم سعداء فلا تخف أن أسخط عليك وأسلط عليكم دابة وخوف الرسل خوف إجلال وحياء من تقصير وربما عظم خوفهم حتى انهم يخافون مع ما سبق لهم من السعادة فيخافون عذاب النار والأنبياء أخوف الناس. قال صل الله عليه وسلم " أنا أخشاكم لله ".