الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ }

{ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ } صيغة وحدة لأن القتلة واحدة وهي المراد بالفعلة قتله بنوع من القتل وهي الوكز وإنما ذكر له فرعون تلك الفعلة توبيخا وكز القبطي وكزة واحدة فمات وقرىء بكسر الفاء للدلالة على الهيئة لأنه له. { وَأَنتَ مِنَ الكَافِرِينَ } أي الجاحدين لنعمتي وكان رباه ولم يستعبده وكان يركب مراكبه ويسمى ابن فرعون ووجه الجحود الخروج عنه وقتل نفس من القبط وهو خباز فرعون وذلك رواية عن ابن عباس قال إن فرعون لم يعرف الكفر بالربوبية وانما أراد ما ذكرنا وأن الكفر غير جائز على الانبياء قبل النبوة وبعدها والواو واو الحال والحال مقارنة أو واو استئناف فعلى الاستئناف يكون المعنى أنت من الكافرين بالنعم ومن كانت عادته كفرانها لم يكن قتل خواص المنعم عليه يدعا منه وهذا المعنى جائز أيضا على جعل الواو واو الحال ويجوز أن يريد وأنت اذ ذاك حكمت بكفرهم الآن وهذا منه افتراء أو جهل لأمره لأنه عاشره بالتقية فإن الانبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدها وان يريدوا انك من الذين يكفرون في دينهم أو من الكافرين بفرعون وآلهته، فقد كانت لهم آلهة يعبدونها كما قال الله تعالىويذرك وآلهتك } وعن الحسن وانت من الكافرين بأي إله. قيل كان بين قتل القبطي ورجوعه الى فرعون نبيا أحد عشر عاما إلا شهرا وقيل معنى قوله ولبثت فينا من عمرك سنين انك لبثتها ولم تدع هذه النبوة التي تدعيها اليوم وعن ابن عباس في رواية عنه انه لما دخل على فرعون قال له من أنت، قال انا رسول الله. قال ليس عن هذا أسألك، ولكن إبن من أنت ومن انت؟ قال له أنا موسى ابن عمران. فقال له ألم نربك فيحتمل انه لم يعرفه ويحتمل أنه تجاهل.