الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ }

{ قَالَ } أي فرعون. { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا } أي في منازلنا. { وَلِيداً } حال ومعناه مولود والمراد ألم نربك طفلا وذلك بعد فطامه فيما قيل وسماه وليداً لقرب ولادته وأصل الكلام فأتياه بفتح التاء فقولا له ذلك بحذف هذا كله وكان فرعون قد استعبد بني اسرائيل اربعمائة سنة وهم يؤمئذ ستمائة الف وثلاثون الفا فأمر الله جل وعلا موسى وهارون عليهما السلام أن يذهبا اليه ويقولا له اطلقهم معنا الى فلسطين ولا تستبعدهم، وبلغ موسى الرسالة إلى هارون ففعلا. روي أنه رجع إلى مصر في جبة صوف وفي يده عصاة علق في رأسها زاده وصاحت أمه أن فرعون يطلبك ليقتلك، ووصلا باب فرعون ليلا فدق الباب ففزع البوابون وقال من بالباب فقالإنّا رسول رب العالمين } فذهب البواب إلى فرعون وقال إن مجنونا بالباب يزعم أنه رسول رب العالمين فتركه حتى أصبح ثم دعاهما فأديا الرسالة فعرف فرعون موسى كما مر لأنه نشأ في بيته فقال { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا من عُمُرِكَ } وقرأ أبو عمرو بسكون الميم. { سِنِينَ } قيل ثلاثين سنة ثم خرج إلى مدين ولبث فيها عشر سنين ثم عاد اليهم ثلاثين ثم بقى بعد الغرق خمسين وعن بعضهم وكز القبطي وهو ابن اثنتي عشرة سنة وفر منهم على اثرها.