الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ }

{ فَعَقَرُوهَا } قتلوها وأسند العقر إليهم والعاقر بعضهم لرضاهم جميعا قيل ضربها قدار، وروي أن عاقرها قال لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين، فكانوا يقولون للمرأة في خدرها بعد الدخول عليها أترضين؟ فتقول نعم وكذا صبيانهم وذلك أن مواشيهم لا تقربها وتهرب منها خوفا وكانت تأتي الماء من فج وترجع من آخر يضيق عليها اذا شربت ويحلبونها يوم شربها واذا كان يوم شربهم وشرب دوابهم وارضهم كان لبنها لفصيلها وتصيف في ظهر الوادي في برد وخصب فتكون مواشيهم في بطنه وتشتو في بطنه في دفء وخصب فتكون مواشيهم في ظهره وكرهوا ذلك لأمر أراده الله وبينما قوم منهم لعنهم الله يشربون الخمر فاحتاجوا لماء لمزج الخمر به وكان يومها فبعثوا من يأتي بالماء فرجع بلا ماء وقال حالت الناقة بيني وبينه، فبعثوا آخر ورجع كذلك فقال بعضهم لبعض ما تنظرون قد ضرتكم ومواشيكم وأرضكم فانبعث أشقاها فعقرها ثم قالوا عليكم بالفصيل وصعد الجبل وفاتهم وقال لهم صالح إن العذاب يعاجلكم وآية ذلك أن تصفّر وجوهكم في اليوم الأول وتحمّر في الثاني وتسوّد في الثالث ولما كان من اليوم الثالث استقبل الفصيل القبلة وقال يا رب أمي يا رب أمي يا رب أمي، فأرسل الله عليهم العذاب عند ذلك وكانوا لما عقروها ندموا كما قال الله سبحانه. { فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ } على عقرها وما كان ندمهم الا ندم من جزاء المحسن وهو صالح أو الناقة وكلاهما بالاساءة وليسوا بنادمين على انتهاك حرمة الله أو ندم خوف من أن يعاقبوا عاجلا وليس ذلك ندم توبة أو ندم توبة عند معاينة العذاب ولا حين ندم ولذلك لم ينفعهم وقيل ندموا على ترك الولد وهو يعبد.