الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ }

{ إِنْ حِسَابُهُمْ } ما حساب باطنهم. { إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ } وإما أنا فعلى الظاهر فقط لو كنتم من أهل الشعور أولو كان لكم أدنى شعور لعلمتم ذلك أولو علمتم ذلك ما عبتموهم وجواب لو محذوف كما رأيت وقيل معنى وما علي بما كانوا يعملون أني لم أعلم ان الله يهديهم ويضلكم ويوفقهم ويخذلكم وذلك لهم فضل من الله ويجوز أن يريد وبالرذالة الدنائة والخسة في أمر الدنيا كما مر ويصرفها نوح الى الدناثة والخسة في أمر الآخرة من سوء الأعمال وفساد العقايد فبني الجواب على ذلك فقال ما عليّ الا اعتبار الظاهر دون التفتيش عن باطنهم فما كان لهم عمل سيء فالله محاسبهم وانما صفها ليعلمهم أن الرذالة الدنيوية لا تضر فإن الغني غني الدين والنسب نسب التقوى وذلك من تلقى المتكلم للمخاطب بغير ما يترقبه لمخاطب بحمل الكلام الذي تكلمه المخاطب على خلاف مراده تنبيها على أن غير ما يترقبه أولى بالقصد روي أن الحجاج قال للقبعثري حملتك على الأدهم يعني القيد فقال القبعثري مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب وعنى بالأدهم الفرس الذي غلب سواد حتى ذهب البياض وذكر الأشهب بيانا لمراده وهو الفرس الذي غلب بياضه ولما كان كلام قومه يستدعي طرد هؤلاء الأرذلين وتوقف ايمانهم على الطرد أجاب بقوله.