الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً }

{ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمَلَ عَمَلاً صَالِحَاً } اي تاب من الشرك واخلص الايمان لله وعمل الطاعات " وعن ابن عباس قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } الآية ثم نزل { الا من تاب } فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط فرح بشيء مثلما فرح بها وفرح بـ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } " الآية. وعنه قتل علي وحمزة رضي الله عنه يوم بدر المطعم بن عدي وطعيمه بن عدي بعد ما نزل بمكةوالذين لا يدعون مع الله إلها } مهانا ولما تجهز المسلمون إلى احد قال جبير بن مطعم من قتل عليا أو حمزة أو محمدا فله مائة من الابل ان كان حرا وان كان عبدا فمن مالي وقتل وحشي حمزة ونقر بطنه ونزع كبده وجدع انفه واذنيه وقطع مذاكره فانطلق بكبده إلى مكة فقال لجبير هذه كبدة حمزة فاعتقني فابى فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله هل لي من توبة؟ فان الله انزل ما يؤنس من كل خيروالذين لا يدعون مع الله } وقد دعوتولا تقتلوا } إلى آخره وقد قتلت حمزةولا يزنون } وقد فعلت؟ فهل لي توبة؟ فانزل { إِلاَّ مَنْ تَابَ وَعِمَل صَالِحِاً }. { فَأُوْلَئِكَ } مراعاة لمعنى من * { يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فهذه الآية مدنية. قيل بدل الله لهم بالشرك ايمانا وبالفجور العفاف فقال وحشي هذا شرط شديد لعلي لا أفي به ولعلي لا ابقى بعد التوبة حتى اعمل صالحا فكتب فهل لي من توبة اوسع من ذلك فانزل الله سبحانهإن الله لا يغفر أَن يشرك به } الخ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بها إليه فقال اني اخاف ان لا اكون من اهل مشيئته فانزل اللهقل يا عبادي الذين اسرفوا } فبعث بها إليه فاسلم ولما ارتد الناس في خلافة ابي بكر رضي الله عنه بعث خالدا إلى أهل الردة من اليمامة فخرج وحشي معه فقتل مسيلمة وقال قتلت خير الناس غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلت شر الناس مسيلمة لعل الله يجعل هذا بهذا. والظاهر ان الاستثناء متصل. واختار الصفاقصي انه منقطع اي لكن من تاب الخ. قالت العلماء ان الله يبدل مكان كل سيئة حسنة زيادة على ما عمل من حسنات بعد التوبة. وعن بعضهم ضاعف العذاب على المشركين لانضمام المعصية إلى الشرك فاذا تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات محا سوابق معاصيهم بالتوبة واثبت مكانهم لواحق طاعتهم. وقيل التبديل ان يجعل في قلوبهم قوة راسخة في الطاعة بعد ما كانت فيها قوة راسخة في المعصية.

السابقالتالي
2