الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } * { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً }

{ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ } هذا ونحوه مما مر أو يأتي من عطف الصفات لموصوف واحد. ويجوز ان يريد بكل واحد موصوفا آخر فيكون الله مدح كل جماعة بما بالغت فيه مع اشتراك الكل في اصل الخير وفروعه. قال ابن عباس رضي الله عنهما ان ناسا من أهل الشرك قتلوا واكثروا وزنوا وبالغوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو اليه لحسن لو تخبرنا ان لما علمنا كفارة فنزلت { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهَ إِلَهاً آخَرَ }. { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ } إلى قولهالا من تاب } الخ " وإِنه أَتى وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله أَتيك مستجيرا فأَجرني حتى أَسمع كلام الله فقال صلى الله عليه وسلم كنت أُحب ان اراك على غير جواري فأَنت اليوم فيه حتى تسمع كلام الله قال فاني أَشركت بالله وقتلت النفس التي حرم الله قتلها وزنيت فهل يقبل الله مني توبة؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ } الخ فتلاها عليه فقال ان فيها شرطا لعلي لا أَعمل صالحا أَنا في جوارك حتى اسمع كلام الله فانزل الله سبحانه { ان الله لا يغفر أَن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فتلاها عليه قال لعلي ممن لا يشاء انا في جوارك حتى اسمع كلام الله فانزل { يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم } الآية وقال الآن لا ارى شرطا أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وانك رسول الله ". قال ابن مسعود رضي الله عنه " قلت يوما يا رسول الله أَي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله نداً وهو خلقك. قلت ثم. قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك. قلت ثم. قال أَن تزني بحليلة جارك ". وروي تزني حليلة جارك ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية. وفي رواية ان ابن مسعود قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الرجل يقول ثم اي؟ فانزل الله الآية تصديقا لرسوله صلى الله عليه وسلم. ومعنى { لاَ يَدْعُونَ } لا يطلبون او لا يعبدون او لا ينادون في حوائجهم غير الله إذ لو كان المراد نفي اله غير الله إذ لو كان اله غيره لدعوه فينفي غيره بنفي دعائه ورابط التي محذوف اي حرمها على تقدير مضاف اي حرم قتلها. وروي انه لما نزلت في الزاني وقاتل المؤمن ما نزل قالت الصحابة أينا لم يقتل اينا لم يزني اينا لم يفعل؟ تخوفوا بما فعلوا في الجاهلية فنزلت { قل يا عبادي الذين اسرفوا } فنزل { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهَ إِلَهاً آخَرَ } اي بعد اسلامهم { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهَ } اي بعد اسلامهم { إلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ } بعد اسلامهم.

السابقالتالي
2 3 4