الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }

{ وَقَالُوا } اي الكفار * { أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } اي القرآن اساطيرهم اي ما سطره المتقدمون اي كتبوه من الاخبار والاباطيل جمع اسطار او جمع اسطورة { اكتَتَبَهَا } اي كتبها لنفسه كقولهم استكب الماء واصطبه إذا سكبه وصبه لنفسه واخذه وهذا منهم كذب فانه صلى الله عليه وسلم لا يكتب ولا يقرأ الكتابة الا ان ارادوا بكتابته امره بالكتابة ويصح تفسير اكتتبها من أول مرة يطلب كتابتها. وقرئ بالبناء للمفعول اصله اكْتَتَبَهَا له كاتب ثم حذفت اللام فصار مجروره منصوبا منفصلا فيقال اكتتبها اياه كاتب وحذف الفاعل الذي هو كاتب وناب عنه المنصوب على نزع الخافض وهو اياه فكأن يدله ضمير رفع مستتر وكأن الفعل مبني للمفعول. { فَهِيَ تُمْلَى } اي تلقه * { عَلَيْهِ } من الكتاب الذي كتبت فيه إذ قد امر غيره بكتابتها وطلب كتابتها فلما كتبت كانت تلقى عليه ليحفظها لانه لا يكتب ولا يقرأ لتتم معجزته أو مرادهم تلقى عليه ليكتبها بنفسه كذبا منهم فانه لا يكتب وجملة اكتتبها مستأنفة أو حال من اساطير محكية وعلى كل حال يكون ذلك إلى اصيلا من كلامهم. وقال الحسن ان اكتتبها الخ من كلام الله فاما على انه زاد في كلامهم ما كان في قلوبهم أو ما اوجبه كلامهم واما على انه بقطع الهمزة وبفتحها على انها همزة استفهام انكاري وعلى قوله يكون الوقف على الاولين { بُكْرَةً } غدوة * { وَأَصِيلاً } عشيا والمراد بذكر الوقتين تعميم الاوقات أو المراد بهما خصوصهما للخلاء فيهما لان البكرة حين ينتشر الناس فيهما والاصيل حتى يأوون مساكنهم في آخره ويجتمعون في أوله ووسطه في السوق. فصل اخرج البخاري والنسائي واحمد في صلح الحديبية انه صلى الله عليه وسلم اخذ الكتاب وليس يحسن ان يكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله وادعى أبو الوليد الباجي وهو من علماء الاندلس لادعى انه صلى الله عليه وسلم كتب بيده بعد ان لم يكن يحسن الكتابة فشنع عليه علماء الاندلس في زمانهم ورموه بالشرك وان الذي قال يخالف القرآن حتى قال قائلهم
برئت ممن شرى دنيا باخره وقال ان رسول الله قد كتبا   
فجمعهم امير الاندلس فاستظهر ابو الوليد عليهم بما لديه من المعرفة فقال هذا لا ينافي القرآن بل يؤخذ من مفهوم القرآن لانه قيد النفي بما قبل ورود القرآن. قال الله جل وعلاوما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك } وبعد ان تحققت اميته وهي كونه لا يكتب ولا يقرأ الكتابة وتقررت معجزته بذلك وأمن الارتياب لا مانع من ان يعرف الكتابة بعد ذلك من غير تعليم فتكون معجزة اخرى. وذكر ابن دحية ان شيخه ابا ذر الهروي وابا الفتح النيسابوري وجماعة من علماء افريقية وافقوا ابا الوليد واحتج بعضهم لذلك بما اخرجه ابن ابي شيبة من طريق مجالد عن عون بن عبدالله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كتب وقرأ.

السابقالتالي
2