الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً }

{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } اي ازلناه بايقاع الشمس موقعه وسميت أزالته قبضا اي كفا مشعر بان مده تيسير مع ان المد ايضا فيه مساواة للبسط والبسط مقابل القبض وفي القبض بيسر وخفاء على مهل شيئا فشيئا من المنافع ما لا نحصيه ولو قبض دفعه لتعطلت تلك المنافع وعطف بثم في الاولى لزيادة فضل جعل الشمس دليلا على فضل مد الظل وفي الثاني لزيادة قبضها بيسر على المد وعلى جعلها دليلا جعل التباعد في الفضل كتباعد المسافة أو عطف يتم ليعد جعل الشمس ليلا عليه عن أول طلوع الفجر وعن الاسفار وبعد تمام القبض عن أول طلوعها. وقيل مد الظل حين بنى السماء كالقبة المضروبة وبسط الارض تحتها فالقت السماء ظلها على الارض وذلك قبل خلق الشمس ولو شاء لجعل الظل ابدا ساكنا بان لا يخلق الشمس ثم خلقها وسلطها على ذلك الظل ونصبها دليلا متبوعا له كما يتبع المدلول الدليل ثم نسخه وقبضه قبضا سهلا أو خلق الشمس عيله دليلا لطريق من يهديه فانه يتفاوت بحركتها ويتحول بتحولها ثم يقبض إلى ان ينتهي غاية نقصانه أو المراد بقبضه قبضة عند قيام الساعة لقبض الاجرام فانه يكون بسبب الاجرام فاذا زالت يومين زال فيكون ذكر اعدامه باعدام اسبابه كما ذكر انشاءه بانتبا اسبابه وقوله إلينا اليق بهذا الاخير. قال جارالله وكذلك قوله { يَسِيراً } كما قال { ذلك حشر علينا يسير } يدل على هذا الاخير. والمشهور ان الفعل الذي ليس ظنا ولا يقينا ولا فقد أو عدم أو راى العلمية لم يعمل في ضميري شيء واحد ونا في قبضناه وإلينا لواحد سبحانه وتعالى فاما ان يقدر مضاف اي إلى ملكنا واما ان يقال ذلك غير ممنوع إذا عمل في واحد منهما بواسطة الحرف.