الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }

{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } الاصل ان تلك الهمزة للتقرير ورأيت بمعنى ابصرت ومن مفعول به فذلك التركيب موضع لهذا المعنى ثم استعمل في التعجب فكأنه قيل تعجب يا محمد منه فذلك من المجاز المركب فذلك انشاء منقول إلى انشاء آخر فان الاستفهام انشاء والتعجب انشاء ولك ان تقول { رَأَيْتَ } بمعنى علمت وعرفت متعد لواحد هو من ونقل إلى معنى اخبرني هو ايضا مجاز مركب من نقل انشاء إلى انشاء فان الامر انشاء وعلى الوجهين فالمنصوب استصحب فيه الاصل فلم يدخل عليه من في الاول ولا عن في الثاني لان التجوز في المجموع لا في الفعل وحده وهكذا في ارايتك هو الذي كرمت عليّ ونحوه. هذا ما ظهر لي فانظر سورة الاسراء. وان جعلت التجوز في { أَرَأَيْتَ } وحده قدرت من اي تعجب ممن اتخذ أو واخبرني عمن اتخذ بناء على جواز نزع الخافض أو يقال هذا مما سمع فيه وقد اجازة الاخفش للغير بشرط امن اللبس وان يتعين لفظ الحافظ وموضعه أو يقال المعنى اخبرني خبر من { اتَّخَذَ } فحذف المضاف وكذا في مثل الآية والهه مفعول ثان قدم للعناية به وَهَوَاهُ مفعول أول كقول علمت منطلقا زيدا لاعتنائك بالمنطلق اعنى لاعتنائك بزيد من حيث انه منطلق لا من حيث ذاته وذلك ان ذلك الكافر اطاع هواه وبنى عليه دينه لا يتدبر دليلا ولا يلقي إلى الحق اذنا ولا عقلا وكأن الرجل يعبد حجرا فاذا رأى احسن منه رمى به واخذ آخر ومنهم الحارث بن قيس السهمي. { أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } مستأنف على التحقيق واخطأ من جعل ذلك مفعولا ثانيا ومدخول الهمزة محذوف والفاء عاطفة عليه أو مستأنفة اي اتجبره فانت تكون الخ أو الهمزة مما بعد الفاء اي اتجبره على الاسلام وتكون حفيظا له عن اتباع هواه لا تستطيع ذلك ولا اكراه في الدين وما عليك الا البلاغ والاستفهام تقريري أو انكاري. قال الكلبي الآية منسوخة بآية القتال.