الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً }

{ إِن } مخففة من الثقيلة وهي مهملة أو عاملة في ضمير شأن أو ضميره صلى الله عليه وسلم اي انه * { كَادَ لَيُضِلُّنَا } الجملة خبر كاد واللام فارقة بين النفي والاثبات وكاد واسمها وخبرها خبر لان ان قيل بعملها اي قرب ان يصرفنا. { عَنْ آلهَتِنَا } اي عن عبادتها لاجتهاده في الدعاء إلى التوحيد وكثرة حججه ومعجزاته التي تقبلها القلوب وان انكرتها الالسنة. { لَوْلاَ } حرف يدل على امتناع الاضلال المذكور لوجود الصبر المذكور في قوله * { أَن صَبَرْنَا } ان مصدرية والفعل في تأويل مصدر مبتدأ اي لولا صبرنا بسكون الباء والخبر محذوف وجواب لولا محذوف اي لولا ان صبرنا لاضلنا واما قرب الاضلال فواقع ويحتمل ان يكون المعنى لولا ان صبرنا لكاد يضلنا. ففي الاول نفي الاضلال واثبات قربه نحو قول من شارف الهلاك كدت أهلك لولا الله. وفي الثاني نفي قرب الاضلال فينتفي الاضلال من باب أولى فيكون لولا ان صبرنا دفعا لما تضمنه ان كاد ليضلنا كما يقوِل القائل زيد هالك لولا الله. { عَلَيْهَا } اي على عبادتها. قال جارالله ولولا في مثل ذلك جارية من حيث المعنى لا من حيث الصنعة مجرى التقييد للحكم المطلق ولعله اراد معنى الاحتمال الاول الذي ذكرت * { وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ } اي ما به العذاب من نار واغلال وغير ذلك أو جعل العذاب مما يرى مبالغة كأنه متجسم محسوس. { مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } وفي ذلك دليل على انهم لا يفوتونه لانه نسبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الضلال بالالتزام فان نسبته إلى الاضلال تستلزم ضلالته لانه لا يضل غيره الا من هو ضال في نفسه بان الاضلال انواع من الضلال.