الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً }

{ وَقَوْمَ نُوحٍ } اي واغرقنا قوم نوح وذلك على الاشتغال فيكون قوله { اغْرَقْنَاهُمْ } في نية التقديم على لما ويقدر جواب للما دل عليه { اغْرَقْنَاهُم } وليس قوله { اغْرَقْناهُم } جوابا بـ لما الا لم يفسر عاملا قبل لما لان الجواب لا يعمل فيها قبل الاداة على المشهور فلا يفسر عاملا قبلها ان نبينا على غير المشهور. ولك ان تقول ناصب قوم محذوف من باب الحذف لمجرد الدليل لا على طريقة الاشتغال فيكون { اغْرَقْنَاهُم } جوابا. ولك ان تقول التقدير ودمرنا قوم نوح لا عطف على دمرناهم لان تدميرهم ليس مسببا عن تكذيب القبط موسى. لكن بعض النحاة يقول بجواز عطف قصة على اخرى ولو لم يكن بينهما ربط ويجوز نصبه بـ اذكر. { لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ } نوحا ومن قبله او كذبوا الرسالة مطلقا ونفوها فيكونون كذبوا جميع الرسل كما هو معتقد البراهمة لعنهم الله نسبوا إلى رجل يقال له برهام قرر لهم ذلك واعتقدوه وكذبوا نوحا وحده وتكذيب نبي واحد كتكذيب الانبياء جميعا لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد أو لان نوحا لما طال لبثه فيهم فكأنه رسل * { اغْرَقْنَاهُم } بالطوفان * { وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ } اي جعلنا اغراقهم او قصتهم * { آيَةً } عبرة * { وَاعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } المشركين قوم نوح وغيرهم أو هم المراد فوضع الظاهر موضع الضمير اظهار الظالم * { عَذَاباً أَلِيماً } سوى ما يصيبهم في الدنيا كالاغراق.