الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً }

{ وَيَوْمَ } معطوف على يوم من تلك الايام أو يقدر له ذكر أو يعلق يقول الاتي. { يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } كناية عن شدة الحسرة والغيظ لترتب البعض عليها والكلام بذلك في طبقة من الفصاحة واي طبقة ويجد السامع به من الاستحسان ما لا يجده بذكر المكنى عنه وليس هناك بعض حقيق. وقيل انه لا كناية في ذلك بل يعض على يديه حقيقة قلت وجود العض حقيقة لا يمنع من الكناية لان الكناية لا تمنع من ارادة الحقيقة معها فعبر بالعض على اليد وهو واقع لا محالة ومشعر بشدة الحسرة والغيظ. ذكر بعض انه يأكل يديه إلى المرفقين فتنبتان ويأكلهما فتنبتان ولا يزال كذلك والظالم كل مشرك. وقيل المراد ايضا المنافق مع المشرك وهو قول مجاهد. وقيل المراد عقبة بن ابي معيط بن اميه بن عبد شمس وكان يكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل اتخذ ضيافة فدعا اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فابى ان يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين فشهد وكان ذلك حين قدم من سفره وكان لا يقدم منه الا صنع طعاما ودعا إليه اشراف قومه وكان ابيّ بن خلف غائبا وهو صديق له ولما قدم اخبره بقصته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صبأت يا عقبة قال لا والله ما صبأت ولكن دخل عليّ رجل فابى ان يأكل من طعامي الا ان اشهد له بانه رسول الله فاستحييت ان يخرج من بيتي ولم يطعم فشهدت له وما كان ذلك من قلبي فقال ابيّ لعنة الله وجهي من وجهك حرام ولا ارضى منك الا ان تبصق في وجهه ونطا عنقه ففعل به ذلك وهو ساجد في دار الندوة واخذ فرث دابة أو وعاء ولدها والقاه على كتفه. وقيل اشترط عليه مع البصاق ووطء عنقه ان يلطم عينيه ففعل. روي " انه لما بصق إليه رجع بصاقه على وجهه واحرقته وكان فيه اثر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا القاك خارجا من مكة الا علوت رأسك بالسيف " واسر يوم بدر فأمر عليا فقتله. واما ابيّ فطعن ورجع إلى مكة ومات فيها. وقيل قتله صلى الله عليه وسلم في المبارزة وذلك كله يوم احد ونزلت الآية. وقيل اسلم عقبة لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظه فقال ابيّ وجهي من وجهك حرام ان بايعت محمدا فكفر وارتد ارضاء له فنزلت الآية. فهو الذي يعض يديه يوم القيامة ويقاس عليه غيره قياسا واخذا من عموم اللفظ وذلك قول عطاء. وقيل الذي قتل عقبة عاصم بن ثابت بن افلح الانصاري قال يا محمد اليّ من الصبية قال إلى النار وممن فسر الظالم بعقبة بن ابي معيط بن عباس رضي الله عنه وجماعة.

السابقالتالي
2