الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً }

{ وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجْعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } لا قدوم هنا حقيقة ولا مجاز لكن ذلك كله مجاز مركب شبه انهم واعمالهم في حال كفرهم من صلة رحم واغاثة ملهوف وقِرى ضيف وفك اسير ونحو ذلك ومن المكارم بحال قوم خالفوا سلطانهم فقدم إلى اشيائهم وما تحت ايديهم فافسدها ومزقها كل ممزق ولم يبق لها أثر وذلك انه لا ثواب لتلك الاعمال في الاخرة مع الكفرة. وعن الداوودي عن مجاهد قدمنا عملنا وعن عياض قدمنا قصد حكمنا وانفادنا ونحو ذلك والهباء ما في ضوء الشمس من الكوة وفي المثل أقل من الهباء وهمزته عن واو بدليل الهبوة وقيل الهباء ما يتناثر من الغبار بحوافر الدواب. وقال ابن عباس هو تسفيه الريح من التراب وحطام الشجر وروي الاول عن ابن عباس والمنثور المفرق وهو نعت للهباء أو مفعول ثان بعد مفعول ثان وأصل { جَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } انما هو على طريقة زيدا اسدا اي كـ هباء منثورا وكاسد ثم جعل جزءا من اجزاء المجاز المركب وذلك انهم عملوا ما عملوه من المحاسن ولم يخلصوها لله لشركهم وتضييعهم الفرائض فلم ينفعهم الله بها كما لا ينتفع بالهباء المتفرق الذي لا يمكن لنا جمعه وانما تفرقت اعمالهم إلى اغراض قصدوها لا لله.