الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً }

{ وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ } فكيف تستدلون على عدم رسالة محمد بأكله الطعام ومشيه في الاسواق ومفعول { ارسلنا } محذوف { ومن المرسلين } نعته اي وما ارسلنا احدا من المرسلين. وان قلت فلمَ قال انهم يأكلون ويمشون؟ قلت لان المعنى ما ارسلنا هذا وما ارسلنا هذا وهكذا الخ وجملة انهم الخ حال من ذلك المفعول المحذوف ويقدر مفعول { ارسلنا } بعد الا اي { الا رسلا } فجملة انهم الخ نعته وعلى كل حال فالحذف لدلالة ارسلنا والمرسلين وقيام الوصف مقامه. وقرئ { يَمْشُونَ } بالبناء للمفعول من الامشاء اي تمشيهم حوائجهم والناس. وقرئ بفتح همزة ان وادخال اللام في خبرها شذوذا وقاله المبرد وكيف لا وهو لغة. { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } بلاء وامتحان وفيه دليل على القضاء والقدر والخطاب للمكلفين بل للناس مطلقا وذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لاغتياظه بما يقول المشركون من كذب وتعبير بالفقر اي جرت حكمتي بابتلاء بعض الناس ببعض. وقال ابن عباس ابتلى المرسلين بالمرسل إليهم يعادونهم ويعاندونهم ويقولون فيهم اقوالا كاذبة فاصبر { ولتسمعن من الذين آتوا الكتاب } الآية. وقيل ابتلى الفقراء بالاغنياء والمرسلين بالمرسل اليهم. وقيل نزلت في ابتلاء الفقراء بالاغنياء هل يصبرون. وقيل انت يا محمد فتنة لهم كذبوك لفقرك ولو جعلناك غنيا لكانت طاعتهم لك للدنيا أو ممزوجة بالدنيا من اطاعك مع فقرك فهو المخلص. وقيل كان ابو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والنضر بن الحارث ومن في طبقتهم يقولون ان اسلمنا وقد اسلم قبلنا عمار وصهيب وبلال وابو ذر وابن مسعود وعامر بن فهيرة وغيرهم من فقراء المسلمين ترفعوا علينا اذلالا بالسبق فامتنعوا عن الايمان فذلك فتنة. وقيل قالوا ان اسلمنا كنا مثل هؤلاء فابتلي الشريف بالوضيع إذا اراد ان يسلم ورأى سبقه امتنع. وقيل نزلت في ابتلاء الفقراء بالمستهزئين يقولون انظروا إلى هؤلاء الذين اتبعوا محمد من موالينا واراذلنا. وعن الحسن الابتلاء عام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويل للمالك من المملوك ان لم يحسن إليه وويل للمملوك من المالك إذا لم يطعه وويل للغني من الفقير إِن لم يعطه حقه وويل للفقير من الغني إِن لم يصبر وطمع وأَخذ بلا رضى وويل للعالم من الجاهل إِن لم يعلمه وويل للجاهل من العالم إِن لم يتبعه وويل للشديد من الضعيف إِذا ظلمه ولم ينصف له من غيره وويل للضعيف من الشديد إِن لم يصبر لقضاء الله " وعن ابي الدرداء ويل لمن لا يعلم مرة وويل لمن يعلم ولا يعمل مرتين. وروي سبعا. ولما عرض الله على آدم ذريته فرأى فضل بعضهم فقال يا رب لو شئت ساويت بينهم فقال يا آدم ليشكرني ذو الفضل ويصبر غيره فاثيبهم.

السابقالتالي
2