الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ }

{ وَالقَوَاعِدُ } جمع قاعد والمرأة القاعدة هي التي قعدت عن الحيض والحمل لكبرها لا تحيض ولا تلد. قال ربيعة هي التي تستقذر من كبرها. قال بعض اصحابنا هي التي يقبحها التزيين. قال بعض اصحابنا يجوز النظر لمتبرجة وعجوز وتهامته وامه لا بشهوة. وفي التاج القواعد اللاتي لا يردن ولا يردن ولا تضع مع ذلك جلبابها عند من يتهم بريبة ومن تعمد نظرا لمتبرجة ابدل وضوءه وفي غيره نحو والنظر إلى ما فوق سرة اي المتبرجة وما تحت ركبتيها بلا شهوة. { مِنَ النِّسَآءِ اللاتِي لاَ يَرْجُونَ } الواو لام الكلمة والنون فاعل والفعل مبني على سكون الواو لاتصال نون الاناث به مثلإلا أن يعفون } { نِكَاحاً } لا يطمعن في النكاح من كبرهن فالمدار على عدم الاشتهاء لا تشتهي ولا تشتهى فلو تركت النكاح وكانت لا تلد ولا تحيض وكبرت لكن تشتهي أو تشتهى لوجب عليها ستر رأسها وجسدها الا ما حل من غيرها. { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ } من جلباب ورداء وقناع فوق الخمار ولا تضع خمارها ويبدو رأسها عند بعضهم ويجوز عند آخرين وهو ظاهر اطلاق الآية والثواب يعم الخمار والعرب تقول امرأة واضع للتي وضعت خمارها. { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ } اي من غير ان يردن بوضع الجلباب والرداء اظهار زينتهن كقلادة وسوار وخلخال اي يضعن ولا يردن ذلك بل تخفف برج الشيء فهو بارج اي ظهر ومنه البرج طلب الظهور تكلفة أو المراد بالزينة الزينة المحرم كشفها * { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ } يتورعن وضع ثيابهن * { خَيْرٌ لَّهُنَّ } لانه ابعد من التهمة وانفى للريبة { وَاللَّهُ سَمِيعٌ } لمقالهن للرجال * { عَلِيمٌ } بمقصودهن.