الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَـلَٰوةِ ٱلْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَٰوةِ ٱلْعِشَآءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَٰفُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأذِنكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } العبيد والاماء وغلب العبيد وعبر بالذين كما ان الخطاب للرجال والنساء فغلب الرجال. وقيل { الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } المراد بهم هنا هم العبيد فقط والصحيح الاول ورجحه الطبري وذلك تأديب من الله سبحانه لعباده في تداخلهم بعدما ادبهم فيما مر لكن فصل بالوعد على الطاعة والوعيد على المعصية. روي " ان مدلج بن عمرو وكان غلاما أَنصاريا أَرسله صلى الله عليه وسلم وقت الظهر إلى عمر رضي الله عنه ليدعوه فدخل عليه وهو نائم وقد انكشف عنه ثوبه فقال عمر لوددت اي والله لوددت ان الله عز وجل نهى آباءنا وأَبناءنا وخدمنا أَن لا يدخلوا علينا هذه الساعات يعني الثلاث الآتية إِلا باذن ثم انطلق معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قد نزلت عليه هذه الآية " وهي من الآيات المنزلة بسبب عمر وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه. وقيل نزلت في اسماء بنت ابي مرشد قالت انا لندخل على الرجل والمرأة ولعلهما يكونان في لحاف واحد. وقيل دخل عليها غلام لها كبير في وقت كرهت دخوله فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أخدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها؟ فنزلت الآية فوجب على العبيد والاماء البالغين ان لا يدخلوا في الساعات الثلاث الا باذن ووجب على السادات ان يأمروا عبيدهم واماءهم غير البالغين واطفال المسلمين بالاستئذان فيهن ويعلموهم اياه فالامر للوجوب وقيل نسخ. وقيل نسخ في جانب الاطفال المسلمين بقوله وإذا بلغ الاطفال الخ. وقيل ان الامر في الآية للندب فيجوز للعبيد والاماء والاطفال الاحرار ان لا يستأذنوا على السادات والآباء في تلك الساعات. وممن قال بنسخها سعيد بن المسيب. وعن عكرمة ان نفرا من أهل العراق قالوا يا ابن عباس كيف ترى في هذه الآية التي امرنا بها ولا يعمل بها احد { يَا أَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لِيَسْتَأذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } الخ فقال ان الله عليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجاب ربما دخل الخادم أو الولد أو يتيم الرجل والرجل على اهله فامر الله باستئذان ثم جاء الله بالستور وبسط الرزق فاتخذ الناس الستور فرأى الناس ذلك قد اغناهم عن الاستئذان ذكره في كتاب الناسخ والمنسوخ وذكره ايضا ابو داود. وليس في ذلك ما يدل ان ابن عباس يقول بنسخها وليس مجرد وجود الستر وبسط الرزق مجوزا لان يقال بالنسخ. وممن قال ليست منسوخة الشعبي فقال له موسى عن ابي عائشة ان الناس لا يعملون بها فقال الله المستعان. وعن سعيد بن جبير يقولون هي منسوخة لا والله ما هي منسوخة ولكن الناس تهاونوا بها.

السابقالتالي
2 3